فتحت ولاية فيرجينيا تحقيقاً مستقلاً في طريقة تعامل الشرطة مع المجزرة في جامعة فيرجينيا التقنية التي أسفرت عن 33 قتيلاً. وقال حاكم الولاية تيم كاين إنه بناء على طلب مسؤولي الجامعة، سيعين محققين مستقلين لدرس كل ملابسات الحادث بدءاً من التحذيرات بوجود مسلح في الحرم الجامعي، حتى إطلاقه النار وطريقة استجابة مسؤولي الجامعة والشرطة مع الحادث. وأكدت الأستاذة الجامعية لوسيندا روي التي كان مرتكب المجزرة تشو سيونغ-هيو من تلامذتها، أنها حذرت من سلوكه، في وقت تشير المعلومات الى أن القاتل الكوري الجنوبي"إنطوائي"يعاني من اضطرابات. وقالت كبيرة الأطباء الشرعيين في فيرجينيا مارتشيلا فيرو إن التعرف إلى كل الضحايا يستغرق اياماً. وكان عرف من الضحايا العرب اللبنانيان روس عبدالله علم الدين 20 سنة وريما سماحة 18 سنة، إضافة الى باحث مصري. وشارك آلاف الطلبة في صلوات تأبينية تحت أضواء الشموع ليلة الثلثاء-الأربعاء، على بعد خطوات من قاعة نوريس التي قتل فيها 30 من 32 ضحية في إطلاق نار استمر 15 دقيقة الاثنين. واسترجع الحاضرون مشاهد الأسى التي ظهر فيها مسلح واحد حول فصول الدراسة في الجامعة إلى غرف إعدام في منطقة جبال"بلو ريدج"في جنوب غربي فيرجينيا. وأفيد بأن تشو فتح النار على الطلبة وهو يضحك بعد إطلاق ثلاثة أعيرة نارية على كل ضحية. وقضى تشو الطالب القادم من كوريا الجنوبية 23سنة معظم أيام عمره في أحد أحياء واشنطن. وكانت مقالاته وكتاباته سبباً في قلق معلميه. ومن بين الضحايا المدرس ليفيو ليبرسكو الذي أغلق باب قاعة نوريس ليسمح للطلبة بالقفز من النوافذ قبل أن ترديه رصاصات تشو، وأفادت جمعية الصداقة مع إسرائيل"ذي اسراييل بروجكت"بأنه من الناجين من المحرقة اليهودية. وقال مسؤولون إن مسدسين أحدهما من طراز غلوك عيار 9 مليمترات والثاني من طراز والتر 22 ميليمتراً عثر عليهما في قاعة نوريس. وأكدت الشرطة أن تشو ابتاع المسدسين بصورة شرعية من فيرجينيا. وذكرت صحيفة"شيكاغو تريبيون"ومحطة"ايه بي سي نيوز"أن شو ترك رسالة في غرفته يشتكي فيها من"أولاد الأغنياء"المدللين. وأضاف في الرسالة"دفعتموني الى ارتكاب ذلك"مندداً ب"الفسق"و"الدجالين". وأطلق شو النار على نفسه مع محاصرة الشرطة للمبنى الذي كان قد أوصد مداخله بسلاسل معدنية. ووسط أجواء الصدمة اتهم طلاب وأهالي طلاب مسؤولي الجامعة بعدم إغلاق الحرم الجامعي إن إبلاغ الطلاب عند بدء عملية إطلاق النار. وتذكر زملاء للقاتل في دروس الكتابة المسرحية أن القاتل كان يلزم الصمت في معظم الأحيان وكان يكتب نصوصاً مسرحية مثيرة للصدمة. وكتب ايان ماكفارلاند أحد زملائه السابقين يقول"النصوص المسرحية التي وضعها كانت دائماً تتضمن عنفاً مرعباً مع استخدام للأسلحة ما كان ليرد على بال أحد". وزار الرئيس الأميركي جورج بوش وزوجته لورا الحرم الجامعي وشاركا في الصلاة على أرواح الضحايا. وقال بوش"في هذه الأوقات العصيبة يجب أن تدركوا أن الناس في كل أنحاء البلاد يساندونكم. انه يوم حزن وحداد في جامعة فيرجينيا للتكنولوجيا ويوم حزين للغاية للأمة برمتها". وأعرب رئيس كوريا الجنوبية روه مو هيون عن"صدمته"وتعازيه لأهالي الضحايا، آملاً في أن يتغلب الأميركيون من أصل كوري وكل الأميركيين على حزنهم. وأعربت الرئيسة الفيليبينية غلوريا ماكاباغال أرويو عن مواساتها للأميركيين بعد"الحادث المشؤوم الذي يضاعف الحاجة إلى توفير السلامة والأمن لكل المنشآت الجامعية". وأعرب الممثل الأعلى للسياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في مكسيكو سيتي عن تعازيه للحادث"المأساوي حقا". وفي ولاية تكساس، أخليت جامعة سانت ادواردز في اوستن أول من أمس إثر إنذار بوجود قنبلة. حادث البيت الابيض في غضون ذلك، قالت كيم بروس الناطقة باسم الخدمات السرية الأميركية المكلفة حماية الرئيس بوش إن ضابطين تابعين لجهازها الأمني أصيبا في حادث"إطلاق نار عرضي من سلاح ناري"عند الموقع الأمني لبوابة البيت الأبيض الجنوبية الغربية. وأفادت بروس بأن أحد الضابطين أصيب بعيار ناري في الساق والآخر بجروح في وجهه إثر تطاير الشظايا، مشيرة إلى أنهما نقلا إلى المستشفى وخرجا بعد تلقي العلاج. وأشارت الناطقة إلى أن الحادث رهن التحقيق حالياً.