سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
86 عسكرياً أميركياً قتلوا في العراق خلال هذا الشهر وبرهم صالح يطالب الحلفاء بعدم الخوف . المالكي بين عنف الميليشيات وضغط واشنطن : حظر للتجول في العمارة وإنذار ل "جيش المهدي"
في محاولة لإثبات عزمها على مواجهة الميليشيات لتفادي الضغوط الأميركية المتزايدة، أصدرت الحكومة العراقية أمس أوامر الى قواتها المسلحة بالتصدي ل"الجماعات المسلحة". جاء ذلك بعدما فرضت حظر التجول في العمارة، حيث تدور مواجهات عنيفة مع"جيش المهدي"التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وبعدما عثر على جثة شقيق قائد هذا"الجيش". ونفى الناطق باسم البيت الابيض توني سنو ان تكون واشنطن تمارس ضغطاً على بغداد من خلال تحديد جدول زمني للانسحاب الاميركي. وأعلنت القوات الأميركية مقتل ستة من جنودها خلال السبت والأحد الماضيين، ليصل عدد قتلاها منذ بداية الشهر الى 86 عسكرياً، وفيما تدور نقاشات على أعلى مستوى في واشنطن لتغيير أساليب المواجهة، أعلن نائب رئيس الوزراء برهم صالح كردي في لندن أمس ان بغداد تأمل ببسط سلطتها على نصف البلاد في نهاية السنة، لكنه حض القوات المتعددة الجنسية على عدم التسرع في الانسحاب. وقال:"لا وقت للذعر". في العمارة عثرت دوريات للشرطة العراقية على جثة شقيق قائد"جيش المهدي"في العمارة حسين البهادلي، حيث اندلعت مواجهات جديدة أمس. وأفاد مصدر في شرطة ميسان ان جثة البهادلي الذي خطف الخميس الماضي، خلال الاشتباكات بين"جيش المهدي"والشرطة التي تنتمي الى"فيلق بدر"التابع ل"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"بزعامة عبدالعزيز الحكيم وجدت مقطوعة الرأس وقد تعرضت للتعذيب. وأضاف المصدر ان مركز الشرطة في العمارة تعرض للتفجير بعدما زنره مسلحون بعبوات وألغام ما أدى الى إلحاق أضرار كبيرة في المبنى. وكانت مساعي الوفود التي زارت العمارة لتقريب وجهات النظر بين جماعة الصدر وجماعة الحكيم ساهمت في تهدئة الأوضاع داخل المدينة، لكن التوتر ما زال قائماً. وفرضت الحكومة أمس حظر التجول في المدينة بعد تجدد المعارك، وقال الناطق باسم وزارة الدفاع محمد العسكري:"فرضنا حظر التجول بسبب الموقف الأمني هناك"، فيما أعلن المتحدث باسم الجيش البريطاني الميجر تشارلي بيربريج ان"الوضع متوتر للغاية وأعمال العنف قد تتفجر في أي لحظة". وأصدر مكتب المالكي أمس بياناً حذر فيه"كل القوى من تحدي هيبة الدولة". وحض السياسيين والاحزاب والمنظمات والعشائر على"تحمل المسؤولية ومحاربة الارهابيين والخارجين عن القانون". وخص البيان محافظة ميسان بالقول:"تدعو الحكومة العراقية أبناء شعبنا في ميسان لتوخي الحيطة والحذر من المحاولات الرامية الى جر أبناء البلد الواحد الى التناحر والاقتتال خدمة لأغراض لا تخدم الوطن والمواطن". واضاف: ليعلم الجميع ان الحكومة العراقية ستتعامل بكل حزم وجدية مع من لا يحترم القانون". الى ذلك، ذكر الناطق الاعلامي في مكتب الشهيد الصدر في الديوانية:"ان قوة مشتركة من الجيش العراقي والاميركي دهمت منزل قائد"جيش المهدي"في المدينة. وأضاف ان"القوى عبثت بالمنزل"لكنه لم يوضح الأسباب التي أدت الى عملية الدهم. واعتبر الأمر"تصعيداً خطيراً يؤجج الوضع في المدينة بعد الهدوء الذي سادها خلال الاسبوعين الماضيين". الى ذلك، افاد مصدر أمني في الحلة 100 كلم جنوببغداد ان قوة أميركية دهمت أمس مكتبي الشهيد الصدر ومحمود الحسني الصرخي. وطالب الحزب الاسلامي العراقي في بيان قيادة الجيش إبدال اللواء الرابع الذي يتولى الأمن في المحمودية"نظراً الى سياسته الطائفية وعدم مهنيته وتواطؤه مع الميليشيات ومحاولته اثارة النعرة الطائفية بين ابناء القضاء". لكن القائمقام مؤيد فاضل العامري، استنكر"ما تضمنه بيان الحزب الاسلامي"، وقال انه"يفتقر الى الدقة". وأضاف في اتصال هاتفي مع"الحياة"ان"القوات الأمنية التي دهمت شعبة الحزب وجدت صواعق تفجير مشابهة للتي وجدت في دراجة لم تنفجر في السوق قبل يومين". في لندن، أكد برهم صالح أن العراق يأمل في أن يتمكن من تولي الإشراف الأمني على نصف محافظاته في حلول نهاية السنة. وأوضح بعدما التقى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، أن العراقيين سيتولون المسؤولية بدعم من المجتمع الدولي. مضيفاً أنه"في حلول نهاية العام ستصبح سبع أو ثماني من محافظاتالعراق ال18 تحت السيطرة الأمنية العراقية المباشرة". وحض قوات"التحالف"بقيادة الولاياتالمتحدة على البقاء في العراق، وقال:"لا وقت للذعر"على رغم تدهور الوضع الأمني. كما أعرب عن قلقه من تصاعد حدة الجدل حول العراق في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وقال إن"هناك كثيراً من اللهجة المتشائمة في هذا النقاش، ويمكنني القول إن هناك في بعض الدوائر لهجة هزيمة". وأضاف أن"لا أعتقد بأن هناك خياراً أمام المجتمع الدولي للهروب، علينا أن نكون واقعيين. علينا أن نفهم بأن هناك حاجة طارئة جداً للتعامل مع كثير من مشاكل العراق، لكن علينا ألا نستسلم للرعب". وجاءت هذه النقاشات في مكتب بلير في أعقاب تصريحات لمسؤولين عسكريين ووزير بريطاني بأن القوات العراقية ستسيطر في شكل كامل على جنوب البلاد في غضون 12 شهراً. الى ذلك، نفى مكتب بلير أن يكون ضغط على صالح لوضع جدول زمني لسحب القوات البريطانية، لكنه أقر بأن المحادثات تركزت على ضمان استمرار تسليم السيطرة على المحافظات"في أسرع وقت ممكن".