بدأت أمس، ولمدة عشرة ايام، الفترة الدستورية لقبول طلبات المرشحين الى انتخابات الرئاسة التركية، ولم يعلن اي حزب سياسي بعد مرشحه الى هذا المنصب، في حين لمح زعيم "حزب العدالة والتنمية" الحاكم رجب طيب اردوغان بقوة الى عزمه على الترشح. فخلال رحلة عودته من زيارة رسمية الى المانيا، أكد اردوغان للصحافيين المرافقين أنه واثق من أن حزبه لن يتأثر سلباً في حال تركه وصعد الى القصر الجمهوري. ورسم لهم ملامح الرئيس القادم قائلا إنه يجب أن يكون رئيساً قوياً ومؤثراً وفاعلاً على الساحة السياسية، وأكد أن التظاهرات التي نظمها العلمانيون لمنع ترشيحه لن تؤثر على قراره او موقفه بشأن هذه المسألة. وتفيد معلومات ان اردوغان الذي تلافى الاجابة بوضوح عن اسئلة حول ترشيحه، سيعلن ذلك في 23 او 24 الشهر الحالي بعد انتهاء مشاوراته مع نواب الحزب وقياداته. وكان اردوغان واجه ضغوطاً متضاربة من اعضاء الحزب، فمنهم من أكد ضرورة صعوده الى القصر الرئاسي لأنه سيصعب عليه تبرير اضاعته لهذه الفرصة امام ناخبيه في الانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، فيما أبدى آخرون تخوفهم من تراجع شعبية الحزب من دون زعامته، خصوصاً أن الدستور يمنع اي اتصال او دعم رسمي بين الرئاسة وبين اي من الاحزاب السياسية، ما يعني أن اردوغان سيكون مضطرا لاتباع سياسة دقيقة جدا مع حزبه اذا اصبح رئيساً. من جانب آخر، يجري العمل الآن لإقناع 14 نائباً على الاقل من نواب المعارضة للتصويت لصالح مرشح"حزب العدالة والتنمية"في الدورة الاولى من انتخابات الرئاسة لتأمين الاصوات ال367 اللازمة للفوز من الدورة الاولى. واشارت مصادر مقربة من اردوغان الى ان الرئيس يجب أن يفوز من الدورة الأولى لإثبات قوته وقبول البرلمان به من دون مشكلات، وللرد على اتهامات المعارضة بأن مرشح"العدالة والتنمية"لا يحظى باجماع سياسي.