قالت جبهة "بوليساريو" أمس أن أمام المغرب الكثير ليربحه من خطة جديدة للسلام طرحتها الجبهة لأن الخطة ستمنح إقليم الصحراء الفرصة ليقول نعم أو لا لخيار الحكم الذاتي الذي تقترحه الرباط. لكن مسؤولاً مغربياً بارزاً قال أن اقتراح"بوليساريو"لتسوية نزاع الصحراء "بلا آفاق"، مشيراً إلى أنه لم يخضع لأي مشاورات مع السكان الذين تؤويهم مخيمات تندوف في الجزائر، كما انه"لم يمتزج الموقف الدولي"إزاء مضمون الحل السياسي الذي يتبناه مجلس الأمن. وسئل المسؤول المغربي عن موقف الجزائر، فأجاب بأنها"شنّت حملات ديبلوماسية لمناهضة اقتراح الحكم الذاتي". غير أنه أكد أن بلاده منفتحة على المستقبل، في إشارة الى مساع شجعتها عواصم دولية لجهة بدء حوار مغربي - جزائري حول الملفات العالقة ومن بينها قضية الصحراء. ونقلت وكالة"رويترز"من الجزائر عن زعيم"بوليساريو"محمد عبدالعزيز قوله للإذاعة الجزائرية الرسمية أن خطة الجبهة ستوسع هامش الخيارات المتاحة أمام الصحراويين من خلال اقتراع حول مستقبل الإقليم. وأضاف:"هذا تنازل من جانبنا من أجل السلام". وقالت"بوليساريو"في اقتراحها الذي سلمته إلى الأممالمتحدة الأسبوع الماضي انها مستعدة لمفاوضات مع المغرب حول سبل اجراء"استفتاء حقيقي"يسمح"بالاختيار بين الاستقلال والاندماج داخل المملكة المغربية والحكم الذاتي". الى ذلك، يعرض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريره الأول حول تطورات نزاع الصحراء مطلع الأسبوع الجاري، ورجحت مصادر في الرباط أن يتضمن نتائج المشاورات التي أجراها مع الأطراف المعنية وتصوراته حول منهجية المفاوضات والطريق إلى الخروج من المأزق الراهن. في غضون ذلك، كشف مسؤول مغربي اتصالات تُجرى بين صحراويين موالين للمغرب ومنتسبين الى"بوليساريو"، واعتبر ذلك مؤشراً حول مسار المفاوضات المقبلة. وقال ان هناك داخل بوليساريو تياراً يدعم مبادرة الحكم الذاتي ويعتبرها فرصة مواتية. على صعيد آخر، تواصل السلطات تحقيقات مع المعتقلين على خلفية التفجيرات الانتحارية الأخيرة في الدار البيضاء. وقالت مصادر أمنية إن افادات معتقلين كانت على قدر كبير من الأهمية ومكنت من العثور على مخابئ متفجرات ومخططات كانت تستهدف شن هجمات على مراكز تجارية ومنشآت مدنية وسياحية، وحصرت أعداد المطلوبين الذين ما زالوا فارين في أعداد محدودة جداً، فيما عادت الحياة الى طبيعتها في شارع مولاي يوسف وأحياء أخرى في الدار البيضاء.