من مطار الحسن الأول في العيون، كبرى المحافظات الصحراوية، انطلقت أمس الطبعة الثانية لعمليات تبادل الزيارات بين الأشخاص المتحدرين من أصول صحراوية الموجودين في المغرب وفي مخيمات تندوف. وأقلت طائرة تابعة لبعثة"المينورسو"افراد أسر صحراوية في اتجاه مخيمات تيندوف في جنوب غربي الجزائر. وفي حين قال أحد أفراد هذه الأسر:"نأمل خيراً من الزيارة"التي تهدف الى جمع صلة الرحم بين أفراد الأسر الموزعين، شدد المسؤول المغربي المكلف العلاقة مع"المينورسو"حميد بشار على القول ان المبادرة تندرج في سياق انساني ويفصل بين الملفات الانسانية والسياسية في النزاع. وافاد بيان رسمي مغربي ان موافقة الرباط على معاودة الزيارات بين الصحراويين تهدف الى"تفادي الهفوات في المرحلة السابقة"، في اشارة الى رفض الاستخدام السياسي لعودة المنتسبين الى جبهة"بوليساريو". وذكرت أوساط في المفوضية السامية للاجئين التي ترعى الخطة ذات العلاقة بمعاودة بناء الثقة، ان أطراف النزاع كافة وافقوا على الاجراءات ذات الصلة باستئناف هذه العمليات التي كانت علقت العام الماضي بعدما شملت حوالي 29 رحلة قام بها صحراويون من الطرفين. واختارت سيدة قدمت من المخيمات في تندوف ان تضع مولودها في العيون وان تبقى الى جانبه. في وقت أصرت السلطات المغربية على ضرورة وجود مندوبين عن مفوضية اللاجئين في مخيمات تندوف لتمكين الآتين من المحافظات الصحراوية من الزيارة في ظروف تطبعها الشفافية. والح المغرب على ان تشمل عمليات تبادل الزيارات جميع المتحدرين من أصول صحراوية"ولا تقتصر على الموجودين في قوائم تحديد الهوية"، في اشارة الى ما يعتبره المغرب نقصاً شاب تلك العمليات. وتعول الرباط على ان تكون هذه المبادرة الانسانية مدخلاً لاحصاء المقيمين في مخيمات تندوف في ضوء تباين التقديرات بين جبهة"بوليساريو"والمغرب. وشملت الزيارات المتبادلة 27 شخصاً ينتسبون الى ست أسر. وهي بدأت بعد أسابيع من تمديد ولاية"المينورسو"فترة ستة شهور جديدة رهنها مجلس الأمن بتقديم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تقريراً في منتصف الولاية لتقويم المواقف ازاء طلبه من أطراف النزاع الدخول في مفاوضات لتجاوز المأزق الراهن وفق خطة الحل السياسي الذي يتبناه. وتأتي معاودة استئناف تبادل الزيارات بعد اسابيع على عرض الرباط اقتراح الحكم الذاتي الذي قال العاهل المغربي الملك محمد السادس انه يعتزم بدء مشاورات حول مضمونه واجراءات تنفيذه مع الأحزاب السياسية وشيوخ القبائل الصحراوية، إضافة الى تفعيل المجلس الاستشاري لشؤون الصحراء. ورجحت المصادر ان تكون خلاصات المشاورات محور المحادثات التي سيجريها الوسيط الدولي الجديد بيتر فان فالسوم مع الأطراف المعنية في وقت لاحق.