دعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين العراقيين المقيمين في سورية أمس إلى تسجيل أسمائهم لديها، ولكنها حذرت من أن الخدمات التي يمكنها تقديمها لهم محدودة. وقال اردوغان قارقان، أحد مسؤولي المفوضية، خلال جولة في مركز جديد لخدمة اللاجئين العراقيين في دوما قرب دمشق:"هناك غياب كبير للتوعية وضرورة التسجيل في المفوضية ما يحرم الكثيرين من خدمات نستطيع تقديمها على رغم أن الامكانات لدينا ضعيفة مقارنة بالأعداد الهائلة للعراقيين هنا". وأضاف ان التسجيل لدى المفوضية يمكن ان يساعد على حماية اللاجئين العراقيين في سورية والذين تقول السلطات ان عددهم وصل الى 1.2 مليون لاجئ. وينتظر من يريد التسجيل لدى المفوضية شهوراً قبل أن يتمكن من الحصول على مقابلة. واعترف قارقان بأن الطلب الكبير للتسجيل يسبب ضغطاً كبيراً، ولكنه قال إن مؤتمراً دولياً حول أزمة اللاجئين العراقيين سيعقد هذا الأسبوع في جنيف من المتوقع ان يساعد على توسيع وتحسين الخدمات التي تقدمها المفوضية في دول المنطقة. ويصطف مئات العراقيين يومياً منذ الثالثة صباحاً أمام المركز الذي كان مستودعاً تابعاً للمفوضية قبل ان يعاد تأهيله وتجهيزه بوحدة طبية وأمانة للتسجيل. وتنوي المفوضية بناء مستشفى وروضة للأطفال ومركز للرعاية النفسية في المنطقة. وقال أحمد ابو رياض من الموصل، الذي وصل منذ شهر الى دمشق مع عائلته:"نطرق كل باب قد يساعدنا حتى نتمكن من البقاء احياء. وعدونا هنا بأن يقدموا لنا خدمات صحية والتعليم لأولادي وبعض المساعدات لهذا أتينا". وقالت أم عمر، التي كانت تسكن في بغداد:"هناك جهات تقدم لنا المساعدة هنا في سورية، ولكن ذلك لم يكن كافياً يوماً فقد اصبحت الحياة هنا صعبة وشديدة الغلاء". وقال ادهم مارديني، المسؤول الاعلامي في المفوضية، إن المفوضية تحاول تعويض نقص امكاناتها بالتعاون مع جمعيات كالهلال الأحمر السوري لتقديم رعاية صحية وخدمات اجتماعية للاجئين العراقيين. وأضاف ان عدد العراقيين الذين يتقدمون بطلبات التسجيل يتزايد بشكل كبير، ووصل عدد الذين سجلوا أسماءهم حتى الآن الى 96 ألفاً، ولكن من المتوقع ان يرتفع العدد حوالي 30 ألفاً شهرياً. وتخصص المفوضية 60 مليون دولار لقضية اللاجئين العراقيين في المنطقة، منها 16 مليوناً لسورية التي تستقبل اكبر عدد منهم. وقال مارديني:"نعول على المؤتمر الدولي كي ينظروا الى هذه الكارثة الانسانية ولتوعية المجتمع الدولي الذي لم يتحرك حتى الآن لتقديم المساعدات الكافية". وسيعقد في جنيف هذا الاسبوع مؤتمر يتناول قضية اللاجئين والنازحين العراقيين بمشاركة 60 دولة لمناقشة قضايا إعادة التوطين في أوروبا والولايات المتحدة الى جانب زيادة المساعدات لهم.