شارك عشرات الآلاف من الأتراك في تظاهرة حاشدة في العاصمة أنقرة، تعبيراً عن رفضهم ترشيح رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أو أي من أعضاء حزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية لانتخابات رئاسة الجمهورية المقررة في الأسبوع الأول من أيار مايو المقبل. واعتبر متظاهرون ان أردوغان يشكل خطراً على النظام العلماني في البلد، واتهموه بالعمل مع الولاياتالمتحدة من أجل تحويل تركيا الى جمهورية ل"الإسلام المعتدل ضمن مشروع الشرق الاوسط الموسع الأميركي". واقتربت مجموعات منهم من ضريح مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، في ساحة تاندوغان وسط أنقرة، وأطلقت شعارات مناهضة للاسلاميين، وهتافات"الديموقراطية لا تعني تحمّل الرجعية"و"جانكايا قصر الرئاسة التركي لن يكون موطناً للشيوخ والإخوان"و"تركيا علمانية وستظل علمانية". ودعا الى التظاهرة عدد من الجمعيات المدنية، في مقدمها"جمعية الفكر الأتاتوركي"، وجامعات نقلت بباصات طلابها المشاركين بعدما أجلت امتحاناتهم الفصلية، بالإضافة الى جمعيات حقوقية وقضائية وأخرى للعسكريين المتقاعدين. وحضرها زعماء المعارضة اليسارية بصفة فردية، حرصاً على إعطاء التحرك صورة شعبية تطوعية. وكانت جمعيات يسارية وعمالية رفضت المشاركة في التظاهرة الضخمة التي نظمت قبل يوم من موعد بدء تقديم طلبات الترشح لانتخابات الرئاسة، مؤكدة أن المطالبة بحرمان أي شخص من الترشح ولو كان أردوغان، مخالفة للديموقراطية في تركيا، طالما أن القانون والدستور يبيحان له ذلك. وخلال التظاهرة تحدث دينيز بايكال زعيم المعارضة البرلمانية رئيس"حزب الشعب الجمهوري"، مشيراً الى أن القانون ليس المعيار الوحيد لانتخاب الرئيس في تركيا، استناداً الى مواد في الدستور تشدد على ضرورة أن يكون الرئيس عامل مصالحة وتقارب بين الأحزاب، ملتزماً تعاليم العلمانية الأتاتوركية، وهي الصفات التي يفتقدها أردوغان وحزبه، كما يرى بايكال. وجدد الأخير دعوته رئيس الوزراء الى الاتفاق على مرشح مشترك بين الحكومة والمعارضة، مهدداً بمقاطعة الانتخابات في البرلمان وإحالة نتائجها على المحكمة الدستورية للطعن بشرعية أردوغان، في حال ترشح وانتخب رئيساً. ولم يحسم أردوغان أمره بعد، لافتاً الى أنه قد يعلن عن مرشح حزبه للرئاسة بعد نحو أسبوع. وكان الرئيس أحمد نجدت سيزر حذر من أن النظام العلماني في تركيا بات مهدداً، متهماً قوى محلية وخارجية بالسعي الى تحويل البلد جمهورية إسلامية، فيما تمنى رئيس أركان الجيش الجنرال يشار بيوك أنيط أن يكون خليفة سيزر ملتزماً تعاليم أتاتورك العلمانية، مضيفاً أن ليس من حق الجيش أن يكون طرفاً، رافضاً دعوات الأوساط العلمانية الى التدخل وقطع الطريق على أردوغان.