تتحول بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد من حرارة حلبة سيبانغ الماليزية الى أحوال مناخية مشابهة في منطقة صخير، التي تستضيف نهاية الاسبوع الجاري جائزة البحرين الكبرى، التي ستشكل الفصل الثالث من منازلة ماكلارين مرسيدس وفيراري. ولم تخرج النتائج التي حققت في المرحلتين الاوليين عن التوقعات التي سبقت الموسم، والتي اشارت الى ان المنافسة ستكون بين ماكلارين مرسيدس وفيراري، الا ان اكثر المتفائلين لم يضع البريطاني لويس هاميلتون في حسابات الصراع بين الكبار، خصوصاً انه يخوض موسمه الاول في رياضة الفئة الاولى. وجاءت نتائج هاميلتون لتفاجئ الجميع، اذ تمكن"تايغر وودز"رياضة فورمولا واحد من خطف الاضواء حتى من زميله الونسو المتوج بلقب سباق ماليزيا الاحد الماضي، اذ يعود للاول الفضل بفوز ابن مدينة اوفييدو، لانه تمكن من التفوق على ثنائي فيراري عند خط الانطلاق وحجزهما خلفه، ما سمح لبطل العالم بالابتعاد كثيراً عن منافسيه، والفوز بلقبه السادس عشر، فيما حل زميله الشاب في المركز الثاني امام الفنلندي كيمي رايكونن سائق فيراري والالماني نيك هايدفيلد سائق بي ام دبيلو ساوبر، التي اكدت انها الافضل بعد الثنائي ماكلارين - فيراري. ويمكن القول ان فيراري فرطت الاحد الماضي بحظوظ تحقيق فوزها الثاني على التوالي، بسبب اداء باهت من البرازيلي فيليبي ماسا، الذي لم يستفد من قدرات"اف 2007"فتنازل عن مركزه الاول على خط الانطلاق، ثم سمح لهاميلتون بتجاوزه واحتجازه مع زميله رايكونن خلفه، وعندما حاول البرازيلي ان يرد اعتباره امام منافسه الشاب ارتكب خطأ فادحاً، جعله يتخلى حتى عن مركزه الثالث لينهي السباق في المركز الخامس، بعد ان انهى سباق ملبورن سادساً. اما بالنسبة لرايكونن فيعتبر مركزه الثالث مبرراً بسبب مشكلات المحرك التي عانى منها خلال السباق الماضي، ما جعله يقود بحذر، الا انه توعد بأن يبقي ثنائي ماكلارين خلفه في سباق جائزة البحرين، لانه سيستعمل محركاً جديداً وبالتالي سيقود"اف 2007"بكل امكاناتها. اما الونسو الساعي للمحافظة على لقب السباق الخليجي للعام الثالث على التوالي، فبدا متفاجئاً بفوزه في سيبانغ، لانه يعتبر ان فيراري"اف 2007"اسرع من ماكلارين مرسيدس"ام بي 4-22"، مشيراً الى انه يتوقع تفوق"الحصان الجامح"على"السهم الذهبي"في صخير. ووصل الونسو لدرجة اعتبار فوزه في سيبانغ بمثابة حلم يتحقق، معتبراً ان فريقه بحاجة لمزيد من الوقت والجهد لكي يرتقي الى مستوى سرعة فيراري، مضيفاً"لو لم يحقق هاميلتون انطلاقة رائعة لكانت نتيجة السباق مختلفة". وخاضت ماكلارين مرسيدس 4280 كلم من التجارب على حلبة البحرين خلال 6 ايام في شباط فبراير الماضي، ما سمح للفريق بالحصول على المعلومات التقنية الكافية لخوض السباق، خصوصاً في ما يخص تعامل اطارات بريدجستون بوتانزا مع اوضاع الحلبة. وكانت خلاصة الفريق البريطاني- الالماني كما هي الحال بالنسبة لجميع الفرق، هي ان صخير هي الحلبة الاصعب على المكابح، خلال الموسم، بسبب الخطوط المستقيمة التي تتبعها منعطفات متتالية، لا تتيح الكثير من الوقت لتبريد المكابح. كما ان عامل الحرارة المرتفعة والمشابهة لظروف سيبانغ يؤثر بشكل كبير على الاطارات، ويرى تقنيو ماكلارين ان نوعية اسفلت صخير تحتفظ بالحرارة اكثر من سيبانغ، ما يعني ان بريدجستون ستواجه اختباراً أصعب على الحلبة الخليجية. وستزود بريدجستون الفرق باطارات قاسية ومتوسطة القساوة كما كانت الحال في سيبانغ، بحيث ستحمل النوعية الثانية الخط الابيض في وسطها، لكي تسهل على متابعي السباق معرفة الاستراتيجية التي تعتمدها الفرق في ما يخص هذه الناحية. وفي حال تمكن رايكونن او ماسا الساعي الى تعويض خيبته الكبيرة، من التقدم على ثنائي ماكلارين فستكون الفرصة متاحة لاي منهما للفوز بالسباق، لان فيراري لا تزال تتفوق بنحو ثانية على منافسيها، لكن يتعين على سائقيها ان يستفيدا من امكانات"اف 2007"، وإلا سيكون الونسو وهاميلتون خلفهما لخطف الفوز. وسيعاني السائقون كثيراً في صخير كما كانت الحال في سيبانغ بسبب الحرارة المرتفعة، والتي دفعت الونسو للقول بعد فوزه الأحد الماضي ان مياه الشرب تحولت الى شاي بعد 10 لفات فقط، وذلك لشدة الحر وارتفاع درجات الحرارة.