من الفصفصة، وهو اسم لنوع من الحبوب "البزر أو اللب"، يؤكل للتسلية، وقد يتحول إلى وجبة لدى البعض، ليصابوا بإمساك، ويطلق عليه في السعودية"حب"، بفتح حرف الحاء، وهو اسم لجميع الأصناف، و "الفصفص" نوع محمص منه، فيه لذة تدفع من يقضمه للاستمرار بالفصفصة بصورة لا إرادية، يولع به الأطفال والمراهقون وبعض الكبار، تعرفهم من جيوبهم المنتفخة الوسخة، بسبب أكوام الفصفص وآثار التحميص. تخصصت النساء"بالحب المالح"، بفتح حرف الحاء لا بضمه، مع جلسات الشاهي، فيما"اهتوى"الذكور الفصفص، كشكل من أشكال الاختلاف في ما يبدو، ولأن هناك"حباً مالحاً"، كان الفصفص يسمى ايضاً"الحَب الخانس"، وارتبط الفصفص بمباريات كرة القدم على أيامنا، كان أكبر هم لعمال النظافة هو كنس قشور الفصفص من على المدرجات. لم اعد احضر المباريات في الملاعب، ربما تمت الاستعاضة عنه الآن بالمكسرات اليابانية والهندية، بروائح التوابل الشهيرة، ومشهد شخص محشور فمه بقشور الفصفص كان مشهداً مألوفاً مع تراجع ملحوظ الآن، تخيله مراهقاً أمام لوحة مفاتيح الكومبيوتر وهو يفصفص! بعد لحظات لن يتحرك حرف واحد على اللوحة. تناول الفصفص كان مقياساً لنظافة الفرد. النظيف يلم بقاياه ويضعها في مكانها الصحيح، فيما يقوم غير النظيف، وهم كثر،"بتف"قشوره على من حوله، لذلك تتحول الغترة والشماغ بعد كل مباراة إلى سلة نفايات لبقايا تسلية الجالس خلفك. في تلك الأوقات، كانت الأمور أفضل بمراحل، التسلية بحبوب الفصفص بريئة على رغم شوائب عدم النظافة، وقتها مثلاً عندما تقول"حبة"كان المقصود حبة فصفص، الآن يذهب الذهن سريعاً إلى حبوب من نوع آخر، آخرها حبة الدواء، حبوب المخدرات الأقرب إلى الذهن بعد تزايد من يفصفصونها. الذين يتسلون بالفصفص أنواع. أخطرهم من يكثر الكلام وفي فمه كومة من الفصفص، فيأتيك الرذاذ مع شظايا حادة مثل القنابل الانشطارية. تذكرت الفصفص بعد خبر قرأته عن مدير مدرسة في المدينةالمنورة أحال بعض طلابه إلى الشرطة، لأنهم يقومون بتوزيع الفصفص على زملائهم، وهم مضطرون لذلك أمام إلحاح إقرانهم بقولهم"معك فصفص؟"، والبخيل من يكون معه ولا يقدم شيئاً للسائل، ومشكلة المعلمين والمديرين مع الطلبة والفصفص انه يمكن إخفاؤه بالفم وبلعه بقشوره عند الضرورة، ومنذ سنوات وفدت إلى الأسواق أنواع جديدة بحجم أكبر، أشهرها السوبر المصري، وإخواننا المصريون مولعون بالسوبر، وهم بحسب علمي أول من ربط التسالي بالكباب!. في زيارة قديمة للقاهرة دهشت من رقائق البطاطس بنكهة الكباب، وبعد شهور وجدتها في السوق السعودية. للفصفص نكهة ليست طيبة الرائحة، زنخة، مع ذلك لها عند البعض قيمة ورابط ذكرياتي، وأفضل حل للطلاب"المتفصفصين"هو أن يجبروا على وضع تقويم الأسنان المعدني، عندها لن يتمكنوا من تناوله ولا الحرص على توزيعه، أما إحالتهم إلى الشرطة ففيها مبالغة. [email protected]