اكدت مصادر اسلامية اردنية ان حركة "حماس" وجهت رسالة الى جماعة "الاخوان المسلمين" في الاردن تطالب فيها بإعادة ترتيب العلاقة بين الطرفين منذ تأسيس "حماس" عام 1987 كفرع لفلسطين في الجماعة الاردنية. وعزت الرسالة اسباب طلب "الانفصال" الى مبررات عدة، منها"مراعاة المتغيرات الحاصلة بين الحكومة والسلطة الوطنية الفلسطينية بعد الانتخابات الاخيرة واتفاق مكة". واكد نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين جميل ابو بكر وصول رسالة قيادة"حماس"الى الجماعة الاردنية اضافة الى"جانب كلام شفوي"، الا انه اعتبرها"كغيرها من الرسائل التي وصلت سابقا"وتحدثت عن تطورات القضية الفلسطينية واتفاق مكة وتطوره وتطلع"حماس"للمستقبل من دون أن تتطرق الى موضوع أي علاقة تنظيمية بين الجانبين. وكشفت المصادر الاسلامية ل"الحياة"في عمان أن المكتب السياسي ل"حماس"وجّه كتاباً رسمياً للمكتب التنفيذي للجماعة في الأردن يتضمن قرارا اتخذته الأطر القيادية في"حماس"بإنهاء العلاقة التنظيمية مع الجماعة، لكن مجلس شورى الجماعة الاردنية صوّت بغالبية عضوين برفض طلب قيادة"حماس". واعتبرت مصادر اخوانية اردنية ان خطوة"حماس"تأتي في اطار شعورها بأن حجمها تجاوز حجم الجماعة الاردنية محليا ودوليا. يذكر ان تنظيم جماعة الاخوان في المملكة الاردنية الهاشمية ظل واحدا قبل احتلال الضفة الغربية وبعدها ولم يتغير الا بعد ان ابعدت السلطات الاردنية رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل واربعة من رفاقه في آب اغسطس عام 1999 بحجة قيادتهم لتنظيم فلسطيني مع انهم يحملون الجنسية الاردنية، فيما اخذ شكل العلاقة التنظيمية يتراجع الى ان وصل العلاقة الفكرية. وظلت هذه القضية مثار خلاف بين السلطات الاردنية وجماعة الاخوان التي كانت تؤكد على الدوام أن العلاقة مع"حماس"علاقة فكرية تضامنية وليست علاقة تنظيمية، فيما كانت السلطات الاردنية تشير الى العديد من القيادات الاسلامية الاردنية التي ترتبط بعلاقات تنظيمية مع"حماس". وتخشى جماعة الاخوان والسلطات الاردنية من ان تكون رسالة"حماس"بداية لعمل تنظيمي بين قيادة الحركة والتجمعات الفلسطينية في المخيمات، على غرار العلاقة التي تقيمها حركة"فتح"مع الاردنيين من اصل فلسطيني.