أعلنت السلطات الأمنية السعودية امس تحقيق خرق مهم في التحقيقات التي تجريها في مقتل أربعة مقيمين فرنسيين برصاص مجهولين قرب المدينةالمنورة في 26 شباط فبراير الماضي. وقالت وزارة الداخلية إنها تمكنت من احتجاز عدد من"المشتبه بهم"، ودعت مواطنيْن سعودييْن إلى تسليم نفسيهما في مهلة تنتهي عند الساعة الثامنة من صباح اليوم، وإلا فإنها ستضيفهما إلى قائمة المطلوبين أمنياً بتهمة"الإرهاب"، ما حدا بمراقبين محليين إلى القول إن الجهات الأمنية السعودية ضيقت الخناق على قتلة الفرنسيين، ما سيشكل صفعة قوية جديدة لفلول"الفئة الضالة". وقالت السلطات السعودية إنها ألقت القبض على مشتبه بتورطهم في الحادثة التي وقعت في منطقة نائية وراح ضحيتها أب ونجله الفرنسيان المسلمان، وصديق للأب، كانوا ضمن ثلاث أسر فرنسية عائدة من جولة سياحية في طريقها لأداء مناسك العمرة في مكةالمكرمة. ودعت وزارة الداخلية عبدالله المحمدي وقريبه ناصر البلوي إلى تسليم نفسيهما إلى أقرب"جهة أمنية"، لتحديد موقفهما من ظروف الحادث. وأمهل بيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية المحمدي والبلوي حتى الثامنة من صباح اليوم، وحذّرهما في حال عدم تسليم نفسيهما إلى السلطات من تصنيفهما ضمن قائمة المطلوبين أمنياً. وطبقاً لمعلومات حصلت عليها"الحياة"من مصادر عائلات المطلوبين، فإن عبدالله بن ساير بن معوض المحمدي متغيب عن منزله منذ مدة غير محددة، ووصف بأنه"شديد التديّن"، وسبق له التعاون مع"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، فيما لا يزال عمه يعمل في فرع"الهيئة"في المدينةالمنورة. وجددت وزارة الداخلية وعدها بمنح كل من يدلي بمعلومات تقود إلى مرتكبي الحادثة مكافأة التعاون مع السلطات التي تصل إلى سبعة ملايين ريال نحو 1.6 مليون دولار. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي أ ب أمس:"لدينا أدلة كافية للاعتقاد بأن هؤلاء المشتبه بهم ربما كانوا متورطين في الجريمة، لكننا سنحقق معهم قبل أن نعلن أسماءهم، لنتوصل إلى من كان متورطاً بشكل مباشر ومن هو غير ذلك". وعندما سئل التركي عمّا إذا كان المشتبه بهم ينتمون إلى جماعات إسلامية متطرفة، اجاب بأنه لا يزال سابقاً لأوانه القطع بذلك. وأورد البيان الرواية الرسمية لوزارة الداخلية حول تفاصيل الحادث، مشيراً إلى انه"اتضح من مجريات التحقيق أن مجموعة من المقيمين الفرنسيين مكونة من ثلاث عائلات كانت تقصد منطقة المدينةالمنورة، تاهوا في منطقة صحراوية تبعد 90 كيلومتراً عن المدينةالمنورة، وبعد محاولات عدة منهم للاسترشاد إلى الطريق الرئيسي، وأثناء وقوفهم للاستراحة، توقفت بالقرب منهم سيارة من طراز"نيسان باترول"خضراء اللون، نزل منها شخصان باشرا إطلاق النار عليهم من أسلحة رشاشة، وذلك وفقاً لشهادة الأحياء منهم". وأضاف البيان أنه"بالنظر إلى شناعة ما أقدم عليه هؤلاء المجرمون الذين خرجوا عن تعاليم الدين الحنيف وتخلوا عن الشيم العربية، وغدروا بأبرياء عزل معصومي الدم في منطقة صحراوية خالية، فقد استنفرت قوات الأمن في المنطقة، وساندها المواطنون من أهل المنطقة الذين آلمهم ما حدث، وعلى رغم محدودية المعلومات التي أدلى بها ذوو الضحايا نتيجة للسرعة التي نفذت بها الجريمة، إضافة إلى اختلاف اللغة، فقد أسفرت الجهود الأمنية المكثفة عن توسيع دائرة البحث وتضييق دائرة الاشتباه، والحصول على أدلة وقرائن قوية أدت إلى ضبط بعض المشتبه بهم". معتبراً أن مصلحة التحقيق تقتضي تسليم كل من المحمدي والبلوي نفسيهما إلى السلطات لتحديد موقفهما. واختتم البيان بالإشارة إلى أن"وزارة الداخلية تهيب بكل من تتوافر لديه معلومات المبادرة بالإبلاغ عنهم لأقرب جهة أمنية، كما تحذّر من أن كل من يتعامل معهم أو يؤويهم أو يتستر عليهم سوف يعتبر شريكاً لهم، علماً بأنه تسري بحق المبلغين عنهم المكافآت التي سبق الإعلان عنها، والتي قد تصل إلى سبعة ملايين ريال"