بدأت الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية أمس محادثات مهمة حول تطبيع العلاقات، وسط تساؤلات في واشنطن عما إذا كانت الاستخبارات الأميركية ضخمت الخطر النووي الذي تمثله بيونغيانغ. وحذر مسؤولون أميركيون من أن المحادثات في نيويورك تشكل خطوة أولى صغيرة في اتجاه إقامة علاقات ديبلوماسية، ومن انه على كوريا الشمالية أن تلبي سلسلة مطالب في مجال نزع الأسلحة النووية قبل إنهاء نصف قرن من العداء بين الدولتين. ومساء أمس، استقبل المفاوض الأميركي حول برنامج بيونغيانغ النووي كريستوفر هيل نظيره الكوري الشمالي كيم كاي -غوان على مأدبة عشاء قبل اجتماع اليوم لمجموعة عمل ثنائية أنشئت بموجب الاتفاق على إزالة الأسلحة النووية في كوريا الشمالية. تأتي المحادثات فيما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مديرها العام محمد البرادعي سيزور كوريا الشمالية في 13 آذار مارس الجاري لبحث كيفية البدء بتفكيك منشآتها النووية. وقالت ميليسا فليمنغ الناطقة باسم الوكالة"من المقرر أن يصل البرادعي إلى بكين في 12 آذار مارس ثم يتوجه إلى كوريا الشمالية يوم 13 في زيارة تستمر 48 ساعة". والمحادثات الثنائية بين واشنطن وبيونغيانغ تأتي تلبية لشرط فرضه النظام الشيوعي للتخلي عن طموحاته النووية، وقد يؤدي إلى تقريب الطرفين للمرة الأولى منذ انقسام كوريا بعد الحرب العالمية الثانية. وفيما أثارت سرعة انعقاد المحادثات مفاجأة لدى الكثيرين، لا سيما أن الرئيس الأميركي جورج بوش صنف كوريا الشمالية عام 2002 بين دول"محور الشر"، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك الأسبوع الماضي:"لا تتوقعوا أن يؤدي الاجتماع إلى نتائج فورية". وفي سيول، أكد مسؤول كوري جنوبي أن كوريا الشمالية واعية للخطوات التي يجب أن تتبعها لوقف منشآتها النووية كما يقضي الاتفاق الذي تم التوصل إليه في المحادثات السداسية الشهر الماضي. وأشار المصدر إلى إن"رئيس الوفد المفاوض الكوري الشمالي كيم كيي - غوان قال إن بلاده تستخدم تعبير"التعليق الموقت"فقط لأن هذه المنشآت النووية يمكنها أن تستأنف العمل في أي وقت قبل تعطيلها بالكامل.. بالتأكيد ليس هناك من فرق في الرأي بين كوريا الشمالية وبقية الدول في ما تعنيه كلمة"وقف عمل"المنشآت النووية. وأضاف أن رئيس الوفد المفاوض الكوري الشمالي كيم كيي- غوان أعاد التأكيد على أن وقف المنشآت النووية عن العمل يعني"عملية لا رجوع عنها"حيث لن يكون بالإمكان، بعد إتمامها، إعادة استخدام هذه المنشآت. بيونغيانغ في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية بأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل أجرى زيارة نادرة إلى السفارة الصينية في بيونغيانغ، حيث تلقى رسالة من الرئيس الصيني هو جينتاو. وأفادت الوكالة:"نقل السفير الصيني إلى كيم جونغ ايل رسالة شخصية شفهية من الرئيس الصيني هو جينتاو الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني". ولم تكشف الوكالة تفصيلات مضمون الرسالة. على صعيد آخر، أنهى برنامج الأممالمتحدة الإنمائي عملياته في كوريا الشمالية والذي تشتبه واشنطن في تسهيله تمرير العملة الصعبة إلى زعماء الشطر الكوري الفقير. وجاء في بيان صدر عن البرنامج:"في أول آذار مارس 2007 لم يعد من خيار أمام برنامج الأممالمتحدة الإنمائي سوى تعليق عملياته في كوريا الشمالية"، مشيراُ إلى انه لم يكن في وسعه الوفاء بالشروط المعدلة لعملياته هناك. وأضاف: "موقف البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة يمكن إعادة النظر فيه إذا تغيرت تلك الظروف".