أكد مدير إعداد البرامج في إذاعة الرياض سعد الجريس أن "إذاعة الرياض ما زالت قادرة على المنافسة مع الإذاعات الأخرى". وأضاف أن"هناك دورتين للبرامج الإذاعية يتم التخطيط لها وفق استراتيجية محددة الأهداف، لتناسب أذواق المستمعين المتنوعة". وعن الدورات البرامجية للإذاعة، أشار الجريس إلى وجود دورتين أساسيتين مدة كل منهما ستة أشهر، تبدأ الدورة الأولى في شهر محرم المقبل، والثانية في شهر رجب المقبل، تتخللها دورات برامجية خاصة بشهر رمضان، أو الحج... أو اليوم الوطني. ويرى الجريس أن الإذاعات الحالية يمكن تقسيمها بين خفيفة ومتعمقة. إذ تهتم بعض الإذاعات بتقديم وجبات خفيفة، ومسلية، وتتجه إذاعات أخرى إلى معالجة بعض القضايا في شتى المجالات ومناقشتها بعمق وجدية. وأوضح أن"إذاعة الرياض"تراعي عامل الموازنة في ما تقدمه من برامج، من خلال دراسة واعية لساعات البث، ومدى ملاءمة المادة المقدمة لتوقيت بعينه، إذ تقدم البرامج المنوعة مثلاً في توقيت يناسب الشريحة المستهدفة. وتمنى أن تمزج الإذاعات الرسمية بين البرامج الخفيفة والرصينة في الطرح، لتناسب مقتضيات العصر الحالي في الإذاعات المتميزة. وفي شأن الإذاعات المتخصصة، قال الجريس:"إن التخصص في المحتوى، يحدد جمهور المستمعين، ما يفقد الإذاعة شرائح أخرى لا تهتم بهذا النوع من الموضوعات، كما أن رجال الأعمال يتجنبون الإعلان في الإذاعات المتخصصة لضيق جمهورها". وعن اتهام البعض لإذاعة الرياض بالضعف في ما يخص الاهتمام بالجانب الفني، أوضح الجريس أن شريحة كبيرة من الفنانين يشترطون مقابلاً مادياً مرتفعاً لاستضافتهم، مؤكداً:"نحن ملتزمون موازنة محددة لأن الإذاعة قطاع حكومي، إضافة إلى أن البرامج الفنية تحتاج إلى جهد أكبر ومنتجين متخصصين". ونفى أن يكون السبب في قلة المواد الفنية المذاعة، هو الخوف من شرائح متشددة في المجتمع، مشيراً إلى أنه يرى"أنه ليس هناك شيئاً ممنوعاً، كما أنه ليس هناك شيء قابل لأن يذاع في شكل مطلق". وأعرب الجريس عن رغبته في أن تتحول محطة الإذاعة والتلفزيون، إلى مؤسسات ذات شخصيات اعتبارية، تتمتع بمرونة في الأنظمة الإدارية والمالية بما يتماشى مع المرحلة الحالية والمستقبلية، ويعزز التنافس بين المؤسسات الإعلامية، ويساعد على استقطاب المتميزين إعلامياً، ويتمكن من المحافظة عليهم. ويرى أن سوق العاملين في المجال الإعلامي أصبح يخضع لمنطق العرض والطلب، إذ يستطيع الإعلامي المتميز، أن يتنقل بين المؤسسات المتنافسة ما دام متميزاً. وشدد الجريس على أهمية الأرشيف لدى الإذاعات العريقة، ضارباً المثل بإذاعة الBBC، وذكر أن لديها برنامجاً استمر مدة 45 عاماً، موضحاً أن أرشيف"إذاعة الرياض"غني بالمواد الجيدة التي يمكن للمعد الجيد أن يستفيد منها بما يناسب المستمعين. ويتفق الجريس مع الرأي القائل أن المعلن يبحث عن الوسيلة الأكثر انتشاراً، والبرنامج الأكثر متابعة من الجمهور، وقال:"هناك دراسة مقدمة من الإذاعة، حول الإعلان، وآلية بثه وتسويقه، ورفعت فعلاً إلى الجهات المعنية لإقرارها". وعن دور الرقيب في العمل الإذاعي، قال:"نحن لدينا قناعة بأن المنتج هو الرقيب"، وتساءل:"كيف نستطيع مراقبة البرامج المباشرة، وهل نستطيع التحكم في آراء المتصلين، وأن نحجب أفكارهم"؟! واختتم الجريس حديثه بأن الأنظمة المالية والإدارية هي التي تقف عائقاً في سبيل تطوير"إذاعة الرياض".