سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسكو حضت تل ابيب على الانضمام لمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية . انباء عن صفقة صواريخ روسية الى سورية لتعزيز قدراتها على صد هجوم بالدبابات الاسرائيلية
تراجعت العلاقات الاسرائيلية - الروسية اخيراً بسبب الدور الذي تحاول موسكو لعبه في دعم موقف الفلسطينيين وغيرهم في الشرق الاوسط. واعربت اسرائيل عن قلقها امس من احتمال بيع صواريخ مضادة للدبابات متطورة جداً من صنع روسي الى سورية، وذلك على خلفية استمرار التكهنات حول احتمال اندلاع حرب بين البلدين. وفي غمرة معلومات تنشرها الصحافة الاسرائيلية في شأن نزاع ممكن مع سورية، نشرت صحيفة"يديعوت احرونوت"في صفحتها الاولى انباء عن صفقة اسلحة مفترضة تشمل صواريخ قادرة على اختراق دروع الدبابات الاكثر تطوراً ما قد يحد من اندفاع الدبابات الاسرائيلية في محاولة لضرب الدفاعات السورية. وقدر الجنرال المتقاعد اهارون زئيفي الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية بنحو"بليون دولار"قيمة"هذه الصفقة البالغة الاهمية التي تمثل على الاقل خمس احتياط سورية بالعملات الاجنبية". وقال زئيفي للاذاعة العامة"في اطار تقديراتها للوضع، تفكر دمشق في حرب تبادر اليها اسرائيل الصيف المقبل وتركز على تعزيز قدرات سورية النارية". وقالت الصحيفة ان هذه الصواريخ، التي يملكها الجيش الروسي، معروفة لدى منظمة حلف شمال الاطلسي باسم"ات - 15"ويبلغ مداها ستة كيلومترات، اي اكثر من مدى الدبابات الاكثر تطوراً. ويصوب الصاروخ باتجاه هدفه بواسطة اشعة ليزر ورادار خاص بشكل لا يسمح لانظمة دفاع الدبابات برصده. واوضحت الصحيفة انه في حال تمت صفقة بيع هذه الصواريخ الروسية الى سورية، فقد تصل هذه الاسلحة الى"حزب الله"اللبناني الذي شنت اسرائيل ضده حرباً في تموز يوليو 2006. وقال مسؤول كبير في رئاسة الوزراء الاسرائيلية، سُئل عن المعلومات التي اوردتها الصحيفة، ان"اسرائيل تتابع من كثب الوضع مع سورية، وتم التطرق الى تعزيز قدراتها العسكرية في الاجتماع الاخير للحكومة التي اطلعت على تقويم قدمته اجهزة الاستخبارات". وخلال هذا الاجتماع في 25 شباط فبراير، نقل مسؤول كبير عن رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال عموس يادلين ان سورية"تواصل تعزيز جيشها والاستعداد لحرب". وكانت صحيفة"هآرتس"اشارت قبل ثلاثة ايام الى تحرك للقوات السورية في اتجاه الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل العام 1967، فضلاً عن تعزيز للقدرات العسكرية السورية"في كل المجالات وفي ايقاع غير مسبوق بمساعدة مالية من ايران". واضافت الصحيفة ان تحركات مماثلة كانت سبقت الهجوم السوري على هذه الجبهة خلال الحرب الاسرائيلية - العربية العام 1973، علما ان اسرائيل وسورية تلتزمان وقف اطلاق النار منذ ذلك النزاع. وخلال الحرب المدمرة التي استمرت 34 يوما بين اسرائيل و"حزب الله"في الصيف الماضي استخدم التنظيم الشيعي بطريقة فاعلة ضد المدرعات الاسرائيلية الصواريخ المضادة للدبابات الروسية التي تقول اسرائيل انه تم تسليمها من سورية. وتعرضت طواقم دبابات ميركافا الاسرائيلية التي تعتبر الاقوى في العالم لخسائر كبيرة. وصرح نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز رداً على سؤال للاذاعة الاسرائيلية العامة ان"تسليم اسلحة الى سورية اليوم يعني تشجيعها على الدخول في حرب". واضاف"لا احد يهدد سورية، وبالتأكيد ليست اسرائيل". وانتقد وزير الخارجية الاسرائيلي السابق سيلفان شالوم روسيا وقال"ينبغي ان تفهم روسيا انها تلعب بالنار وان هذا الامر يمكن ان يسبب حريقا في المنطقة يهدد باستقرار العالم". وقال للاذاعة:"على اسرائيل ان ترد بكل قوتها لوضع حد لتحرك روسيا في المنطقة". وضاعفت صحيفة"جيروزاليم بوست"، الناطقة بالانكليزية، التكهنات وقال ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي للصحيفة:"لا شك ان امراً غير اعتيادي يحصل في الجانب السوري من الحدود". من جهتهم، اكد مسؤولون في وزارة الدفاع للصحيفة ان سورية وضعت خلال الشهور الاخيرة بنى تحتية عسكرية يمكن استخدامها لشن حرب على اسرائيل على مقربة من الحدود مع الجولان. وتوقفت مفاوضات السلام بين اسرائيل وسورية العام 2000، وتطالب دمشق باستعادة هضبة الجولان التي يقيم فيها نحو 15 الف مستوطن اسرائيلي. ولم يصدر من موسكو ما يؤكد عقد الصفقة مع دمشق. الموقف الروسي وفي موسكو انتقد مسؤول اسرائيلي السياسة الروسية في الشرق الاوسط بشدة واتهمها بالانحياز الى العرب، في حين شددت موسكو على ضرورة انضمام اسرائيل الى معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي لضمان شرق اوسط خال من الاسلحة المدمرة. وشن نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي افيغدور ليبرمان هجوماً قوياً على سياسة موسكو في الشرق الاوسط وقال انها"منحازة للعرب ... ويوجد شعور بان شبح اندريه غروميكو وزير خارجية في العهد السوفياتي لا يزال يحوم في مبنى وزارة الخارجية الروسية". واعرب المسؤول الاسرائيلي، المعروف بتطرفه وكراهيته للعرب، عن استيائه بسبب المواقف الروسية معتبراً ان على موسكو تصويب سياساتها"لأن روسيا واسرائيل تواجهان خطراً واحداً يتمثل في الارهاب والمشروع النووي الايراني". واعرب عن قناعته بان استقبال موسكو رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية"حماس"خالد مشعل"خطأ كبير". وكانت محادثات مشعل في العاصمة الروسية وحديث المسؤولين في موسكو عن السعي لرفع الحصار المفروض على الفلسطينيين وتأييد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اثارت حفيظة المسؤول الاسرائيلي، الذي تصادف وجوده في العاصمة الروسية مع زيارة وفد"حماس"، لكنه لم يجر محادثات رسمية في الخارجية. وقالت مصادر روسية ان وزير الخارجية سيرغي لافروف"لم يستقبل المسؤول الاسرائيلي الموجود في زيارة غير رسمية"واكتفى نائب الوزير الروسي الكسندر سلطانوف باجراء محادثات قصيرة غير رسمية مع ليبرمان على هامش حفل استقبال اقامته السفارة الاسرائيلية في موسكو. وعلى عادة المسؤولين الاسرائيليين سعى ليبرمان للتشويش على الموقف الروسي بالاشارة الى"وجود تناقض بين مواقف الكرملين والخارجية الروسية حيال ملف العلاقات مع العرب واسرائيل". في غضون ذلك دعت روسيا إلى انضمام إسرائيل إلى معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية واعتبر وزير الخارجية سيرغي لافروف ذلك"امرا ضروريا لتوفير الظروف المناسبة لتشكيل منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط". وقال لافروف ان بلاده ترى ان"التنفيذ الواقعي لفكرة اخلاء المنطقة من الاسلحة النووية يصبح ممكناً فقط في حال انضمام جميع بلدان المنطقة، بما في ذلك إسرائيل إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ووضع جميع أنشطتها في هذا المجال تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأكد ثبات موقف روسيا الداعي إلى انضمام إسرائيل إلى المعاهدة الدولية، وكذلك انضمام البلدان العربية إلى معاهدة منع الأسلحة الكيماوية.