قال مسؤول سعودي أن الرياض طلبت تأجيل زيارة وزير الخارجية الإيراني الجديد منوشهر متقي إلى ما بعد شهر رمضان. وأوضح المسؤول ل"الحياة"أمس أن السعودية هي التي طلبت تأجيل الزيارة وليس الوزير الإيراني. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أعلن الأحد أنه سيجري محادثات رسمية مع إيران حول الوضع في العراق خلال زيارة وزير الخارجية الجديد للسعودية يوم الأربعاء أمس. إلا أن الوزير الإيراني أقترح في وقت متأخر مساء الثلثاء تأجيل زيارته إلى جدة يوماً واحداً أي إلى اليوم الخميس، فكان الرد السعودي بطلب التأجيل"لأسباب بروتوكولية". وقال المسؤول السعودي أن العادة جرت في بلاده على عدم استقبال الوفود الرسمية طوال شهر رمضان"لأنه شهر تعبد. وأيضاً لا نستقبل احداً أيام العطلة الأسبوعية". ورجحت مصادر سعودية"ترحيل"المحادثات بين البلدين إلى موعد انعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية المنتظر أن تلتئم في مكةالمكرمة بعد رمضان. وشهدت العلاقات الثنائية بين الرياضوطهران تطوراً إيجابياً منذ نحو عشر سنوات، وتعززت أكثر بعد الزيارة الأولى من نوعها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في العام 1998 حين كان ولياً للعهد. ودعم الحضور السعودي رفيع المستوى فرص نجاح القمة الإسلامية في طهران. وهي القمة التي أتخذ فيها قرار تاريخي بتعريف السؤال: من هم المسلمون؟ رئيس الامارات من جهة أخرى، شدد رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على"أهمية تحقيق الاستقرار والأمن في منطقة الخليج"، وطالب خلال اجتماعه في مدينة العين الظبيانية مساء أمس مع وزير خارجية إيران كل دول المنطقة"باستمرار المشاورات والاتصالات في ما بينها لحل المشكلات القائمة في المنطقة، وبما يعزز أمنها واستقرارها بالوسائل والطرق السلمية، استناداً الى أحكام القانون الدولي والاحترام المتبادل وحسن الجوار وبناء الثقة". ولم يشر الشيخ خليفة الى الخلاف الإماراتي - الإيراني على الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التي تحتلها إيران منذ عام 1971. ولفتت مصادر في أبوظبي أن الإمارات استقبلت متقي، الذي يقوم بجولة في دول مجلس التعاون، للتعرف الى سياسة الرئيس الإيراني الجديد. ونقل الوزير متقي الى الشيخ خليفة موقف الرئيس أحمدي نجاد من مختلف القضايا الراهنة. وقال مصدر إماراتي عقب اللقاء إن البحث تناول العلاقات بين البلدين ومختلف القضايا الاقليمية والدولية الراهنة، خصوصاً الوضع في العراق وفلسطين. وأضاف أن الوزير الإيراني اطلع الشيخ خليفة وكبار المسؤولين الإمارتيين على الأفكار التي يحملها الرئيس الإيراني خلال ولايته، خصوصاً تجاه علاقات بلاده مع دول الجوار. وفي السياق نفسه، اعرب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، في اتصال هاتفي مع ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، عن حرص بلاده على تعميق العلاقات الثنائية وتوسيعها مع جيرانها في الخليج الذي تمنى أن يتحول الى"خليج المحبة والصداقة" بين دول المنطقة. وتزامن هذا الاتصال الايراني مع اعلان طهران ان الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي ومسؤول الملف النووي علي لاريجاني بدأ امس الاربعاء بزيارة رسمية الى دمشق على رأس وفد من مجلس الامن القومي للبحث في سبل التعاون بين ايران وسورية في المرحلة المقبلة. راجع ص5 كما تزامن مع اعلان مصدر في وزارة الخارجية الايرانية تأجيل زيارة الوزير متقي للسعودية الرياض"الى الاسبوع المقبل بسبب عدم تنسيق جدول اعمال هذه الزيارة". وفسرت مصادر ايرانية تأجيل الزيارة بعد الاعلان عنها ب"عدم توصل الطرفين الى توافق على رؤية متقاربة في ما يتعلق بالملفات الاقليمية الدقيقة، خصوصاً في الموضوع العراقي، والمخاوف العربية من الدور الايراني"في هذا البلد.