التقى وزراء خارجية الرباعي العربي أمس فى مدينة أسوان 900 كيلومتر جنوبالقاهرة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي بدأت جولة هي الثالثة لها فى المنطقة خلال العام الجاري تزور خلالها إلى جانب مصر الأراضي الفلسطينية وإسرائيل ثم الأردن وقد تعود بعد ذلك إلى لقاء القادة الفلسطينيين والإسرائيليين. وتأتي جولة رايس قبل القمة العربية في الرياض التي يتوقع أن تكون المبادرة العريبة للسلام محور اهتمامها. ويستقبل الرئيس المصري حسني مبارك اليوم رايس على أن يعقد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط مع رايس مؤتمراً صحافياً مشتركاً عقب استقبال مبارك لها يتناول نتائج لقائيها مع الرباعي العربي والرئيس المصري. وكان أبو الغيط ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ووزير خارجية الأردن عبدالإله الخطيب عقدوا اجتماعاً تشاورياً بهدف تنسيق المواقف العربية قبيل اجتماعهم مع وزيرة الخارجية الاميركية رايس في"فندق أولد كتراكت"في أسوان وتناول الجهود المبذولة حالياً لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، والأفكار الأميركية الجديدة التي تتحدث عن ما يسمى ب"الأفق السياسي لعملية السلام". وقالت مصادر وثيقة الصلة باجتماع الوزراء العرب مع رايس إن"الرباعي العربي أكد مجدداً رفض الدول العربية لأي تعديلات على مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت 2002". وأوضحت المصادر أن"وزيرة الخارجية عرضت خلال الاجتماع الموسع الجهود والمقترحات التي تنوي واشنطن طرحها على كل الأطراف لكسر الجمود الحالي في عملية السلام". وأعربت المصادر عن أملها في أن"تكشف زيارة رايس للمنطقة عن حجم الالتزام الأميركي في الدفع نحو الوصول إلى سلام عادل وشامل ومتوازن وإقامة الدولة الفلسطينية بجانب الدولة العبرية"، وأضافت:"الوزراء سيطلعون القادة العرب خلال القمة العربية التي تبدأ أعمالها الأربعاء المقبل في الرياض على نتائج اجتماعاتهم مع الوزيرة الاميركية". ورأت مصادر أخرى مطلعة أن"جولة الوزيرة الأميركية في المنطقة التي تأتي بالتزامن مع بدء أعمال القمة العربية تشير إلى أن واشنطن تريد أن تؤكد للعرب التزامها برؤية الدولتين لحل الصراع العربي - الإسرائيلي"، موضحة أن"الولاياتالمتحدة لا تعارض المبادرة العربية للسلام التي تتفق مع قرارات الشرعية الدولية وربما أرادت رايس إيضاح أن المبادرة يمكن أن تشكل أساسا للتفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي". وكان أبو الغيط استبق لقائه مع أعضاء الرباعي العربي والوزيرة الأميركية بالتشديد على أن الاجتماع"سيركز على القضية الفلسطينية ولا يوجد شيء آخر مطروح أمام الاجتماع غيرها"، موضحا أن" الاجتماع سيبحث كيفية دعم السلطة الفلسطينية في أعقاب تشكيل حكومة الوحدة والتحرك نحو تسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وفقاً للمبادرة العربية للسلام". وقال:"إن ما حدث في الماضي من مواجهات يجب أن يكون صفحة طويت وأن يعمل الجميع على صيانة الوحدة الوطنية والتحدث مع المجتمع الدولي بصوت واحد"، مشيراً إلى أن"الهدف من اجتماع الرباعي العربي مع رايس هو التعرف على النيات الأميركية التفصيلية والموضوعية في ما يتعلق بشكل التناول الأميركي المقبل مع طرفي النزاع". وشدد على أن"إسرائيل يتعين عليها أولا أن تقبل التعامل مع المبادرة العربية للسلام"، وأضاف أن"إقناع إسرائيل بالمبادرة سيتم عن طريق الرباعي الدولي". وعن إمكان أن يتطرق اللقاء إلى محاولة اقناع رايس بالمبادرة العربية، قال أبو الغيط:"إن الجانب الاميركي يساير المبادرة العربية ولا يرفضها". وأوضح أن"الهدف من هذا الاجتماع هو الاستماع بشكل أكثر عمقاً من الجانب الأميركي لأن هذا الجانب يرغب في القيام بجهد". وأكد أبو الغيط أن"مصر تعمل كذلك مع الادارة الأميركية وإسرائيل على تقوية وقف إطلاق النار الحالي بين اسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة وتوسيع نطاقه بحيث يشمل كل الأراضي الفلسطينية ويدوم حتى يوفر الارضية الملائمة لاستئناف التحرك على المسار السياسي من أجل إنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية، وهو الامر الذي يجب أن يظل الهدف الأساسي لأي تحرك". من جانبه، أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي غادر القاهرة أمس متوجهاً إلى الرياض للمشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية التحضيرية للقمة العربية مجددا"محورية المبادرة العربية للسلام فى التعامل مع ملفات الصراع العربي - الإسرائيلي"، رافضاً المطالب الداعية إلى تعديل بعض بنود تلك المبادرة. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون:"سيواصل العرب تحركهم استناداً الى المبادئ التي تنص عليها المبادرة العربية". وتنص المبادرة على اعتراف الدول العربية بإسرائيل مقابل انسحاب الدولة العبرية إلى حدود العام 1967 وقيام دولة فلسطينية وحل مسالة اللاجئين الفلسطينيين، ورأت إسرائيل أن المبادرة تتضمن عناصر"إيجابية"غير أنها طالبت بتعديل بعض البنود منها ما يتعلق باللاجئين، ما رفضته المملكة العربية السعودية ومصر والجامعة العربية. وحالت أحوال الطقس السيئة دون وصول الصحافيين إلى أسوان أمس، إذ هبطت طائرتهم فى مطار الأقصر بينما ظل عدد منهم قابعين فى مطار القاهرة ولم يتمكنوا من السفر إلى مدينة أسوان التي وصل اليها وزير الخارجية أبو الغيط على متن طائرة عسكرية خاصة.