النجف - أ ف ب - أعلنت «عصائب أهل الحق» (الشيعية)، التي تحتجز رهينة بريطاني في العراق وقف المفاوضات مع الحكومة بسبب «التأخير» في إطلاق سراح قائدها الشيخ قيس الخزعلي من السجن. وأعلن عضو لجنة الحوار في «العصائب» سلام المالكي ان «المفاوضات مع الحكومة توقفت بسبب تأخير إطلاق سراح الخزعلي وعدم التوصل الى اتفاق». وأكد «عدم مشاركة العصائب في الانتخابات» المتوقع إجراؤها مطلع العام المقبل. وكان المالكي وزيراً للنقل في حكومة ابراهيم الجعفري السابقة عن التيار الصدري. يُشار الى ان رئيس الوزراء نوري المالكي استقبل مطلع آب (اغسطس) الماضي وفداً من «عصائب اهل الحق» إثر إعلانها التخلي عن العنف والاستعداد للانضمام الى العملية السياسية. وكانت «عصائب اهل الحق» التي انشقت عن «جيش المهدي» أعلنت مسؤوليتها عن خطف خمسة بريطانيين في بغداد فضلاً عن شن هجمات على القوات الأميركية. وأفرجت الحكومة أواخر ايلول (سبتمبر) الماضي عن حوالى مئتي معتقل من العصائب. كما أطلقت القوات الاميركية سراح 5 من كبار قادتها هم عبدالهادي الدراجي وحسن سالم وصالح الجيزاني وليث الخزعلي (ابو سجاد) شقيق الأمين العام للتنظيم الشيخ قيس الخزعلي. وكان اربعون مسلحاً يرتدون زي الشرطة خطفوا البريطانيين من احد مباني وزارة المال في وسط بغداد في 29 ايار (مايو) 2007. والمخطوفون هم بيتر مور الخبير من شركة «بيرينغ بوينت» للإدارة العاملة لحساب الحكومة الاميركية، وأربعة حراس من شركة «غاردا وورلد» الأمنية الكندية كانوا برفقته. وتسلمت السفارة البريطانية في العراق جثث الحراس الأربعة الذين قضوا خلال الاحتجاز ضمن أوقات زمنية متفاوتة. وكان مسؤول في «عصائب اهل الحق» أكد أواخر آذار (مارس) الماضي ان «اتفاقاً أجري بين الجانبين البريطاني والاميركي تضمن تسلم السفارة البريطانية شريطاً مصوراً لأحد الرهائن مقابل الموافقة على إطلاق سراح عشرة قياديين» من التنظيم. وأكد ان «الشيخ الخزعلي يدير المفاوضات مع الاميركيين من معتقل كروبر قرب مطار بغداد ويتصل بمساعديه وعائلته عبر هاتف خاص» كاشفاً انه «سيكون آخر من سيُطلق سراحه بحسب طلبه شخصياً». وأشار الى ان «مور سيكون آخر الرهائن الذين سيُطلق سراحهم ضمن صفقة كبيرة تتضمن إطلاق سراح القيادي في حزب الله علي موسى دقدوق الذي اعتقل مع الشيخ الخزعلي قبل عامين». وأعلن الجيش الاميركي في 22 آذار 2007، اعتقال عدد من الاشخاص للاشتباه بتورطهم في قتل وخطف خمسة جنود اميركيين في كربلاء في كانون الثاني (يناير) العام ذاته مؤكداً اعتقال الاخوة الخزعلي وآخرين في الحلة والبصرة. كما أكد مصدر أميركي في تموز (يوليو) 2007 اعتقال «علي موسى دقدوق، الملقب بحميد محمد جبور اللامي، في 20 آذار الماضي، وهو قيادي في حزب الله جاء الى العراق بإيعاز وتغطية من فيلق القدس» التابع للحرس الثوري في ايران. وأوضح ان «قيادة حزب الله اللبناني أرسلت عام 2005 دقدوق الى ايران للعمل مع فيلق القدس على تدريب متطرفين عراقيين». والشقيقان خزعلي، وخصوصاً قيس، من الكوادر السابقة في «جيش المهدي» وكان الناطق باسم مقتدى الصدر خلال معارك النجف مع الاميركيين في آب 2004.