وضعت "طالبان" ثقلها لوقف القتال المستمر منذ أيام في غرب باكستان بين قبليين من الأنصار السابقين للحركة حوّلوا ولاءهم إلى الجيش الباكستاني من جهة، وبين مقاتلين اوزبكيين يدعمهم عرب تابعون ل "القاعدة"، من جهة أخرى. وأفادت تقارير ان قادة للحركة جاؤوا من أفغانستان، نجحوا في تثبيت وقف للنار بين الجانبين، بعدما ارتفعت حصيلة ضحايا المعارك إلى 110 قتلى. راجع ص 8 وأفادت معلومات حصلت عليها "الحياة" ان القائد العسكري ل "طالبان" في جنوبأفغانستان الملا دادالله، حضر المفاوضات للتوصل الى وقف النار بين القبليين والاوزبك. كما أوفد جلال الدين حقاني القائد العام للقوات المسلحة الأفغانية في عهد"طالبان"، نجله سراج الدين الى المفاوضات التي شارك فيها القائد القبلي الباكستاني الموالي للحركة بيت الله محسود الذي تلاحقه إسلام آباد. واجتمع الثلاثة مع مجلس شورى القبائل المحلية جيركا ليل الأربعاء -الخميس، فيما غاب عن الاجتماع قائدا الطرفين المتحاربين: الاوزبكي طاهر يولداشيف والزعيم القبلي الباكستاني الملا نذير الذي انشق عن القبائل، وأسس مجموعة خاصة موالية للجيش الباكستاني. وأبلغت مصادر قبلية"الحياة"ان الملا نذير تغيب عن الاجتماع على رغم استدعائه من المجلس القبلي، ما شكل"خروجاً على تقاليد القبائل وإجماعها"، فيما لوحظ ان الجيش لم ينف تقارير عن تقديمه الدعم والتمويل والتسليح للملا نذير، لإخراج المقاتلين الأجانب من المنطقة المحاذية للحدود مع أفغانستان. ورأى محللون في إسلام أباد ان المعارك التي دارت في منطقة القبائل، تشكل محاولة من الحكومة الباكستانية لتفادي انتقادات من الإدارة الأميركية ب"التراخي"في ملاحقة المقاتلين الأجانب الذين حوّلوا المنطقة منطلقاً لشن هجمات على قوات التحالف في أفغانستان. وربطت مصادر باكستانية بين إعلان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر الأسبوع الماضي، تقديم واشنطن 750 مليون دولار الى إسلام آباد لتطوير منطقة القبائل، وبين تدفق الأموال والأسلحة الى بعض الموالين للحكومة في المنطقة، مثل الملا نذير الذي طالب المقاتلين الأوزبك بإلقاء السلاح والمغادرة. ونقلت تقارير عن شهود في وانا، عاصمة جنوب وزيرستان,، ان الملا نذير استقدم عناصر من البنجاب، دخلت المنطقة بملابس قبلية، واستأجرت مساكن قريبة من معسكرات المقاتلين الأجانب على الحدود مع أفغانستان، ما اعتبر تسللاً لعناصر من الجيش تحت غطاء جماعة الملا نذير. وفي أفغانستان المجاورة، قتل 40 من عناصر"طالبان"إثر دهم القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن ايساف التابعة للحلف الأطلسي ناتو بالتعاون مع القوات الحكومية، مخابئ لهم في منطقتي لشكرجاه وجيريشك في ولاية هلمند جنوب. وأعلن الجيش الأميركي اعتقال ثمانية من"طالبان"اثر دهم مجمع في ولاية كونار شرق، مشيراً الى ان العملية نفذت استناداً الى معلومات استخباراتية عن مساعدة المعتقلين متمردين في التسلل الى الولاية، من منطقة باجور القبلية الباكستانية المجاورة.