اعلن رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ان "الوضع في العراق مأسوي" محذراً من "ان اي انسحاب اميركي من العراق سيزيد الوضع سوءا"، معرباً عن خشيته من فشل الخطه الأمنية التي تنفذها الحكومة العراقية، معتبراً ان الوضع الأمني في العراق عام 2003 كان أفضل من اليوم. وقال زعيم"الحزب الديموقراطي الكردستاني"في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الاردنية امس رداً على سؤال عن تزايد المطالبة بسحب القوات الاميركية من العراق:"الوضع حالياً في العراق، ومع الاسف الشديد، مأسوي. وقطعاً اذا انسحبت القوات الاميركية من العراق بشكل فجائي سيزداد الوضع سوءا". واضاف"نطالب بسحب القوات الاميركية من العراق ولكن عندما تكون القوات الامنية والحكومة العراقية مستعدة وجاهزة للسيطرة على الوضع وتأمين الامن والاستقرار في البلاد". وعن الخطة الامنية الجديدة المطبقة حاليا في بغداد، قال بارزاني"لا استطيع ان اقول انها حققت كل الاهداف المرجوة او النجاح الكامل، لكن هناك بعض التقدم النسبي الى حد ما"، محذرا انه"في حال فشلها فستكون لها تبعات خطيرة"على الاوضاع في العراق. وعما اذا كان عراق 2003 افضل من عراق 2007، قال بارزاني"في بعض الجوانب عراق 2003 كان افضل من الناحية الامنية، ولكن من النواحي الاخرى طبعا عراق 2007 هو الافضل". ونفى رئيس اقليم كردستان العراق ان تكون لتزامن زيارتيه للسعودية والاردن مع الزيارات التي يقوم بها للمنطقة رئيس الوزراء العراقي الاسبق اياد علاوي علاقة"بفرض تشكيل حكومة ظل أو القيام بعملية انقلاب على الحكومة الحالية كما روجت بعض وسائل الأعلام"، مشيرا الى ان زيارته الى الدول العربية"هدفها شرح وتوضيح الوضع في العراق عموماً والوضع في كردستان خصوصاً". من جانب آخر، نفى بارزاني ما نسبت اليه من تصريحات سابقة بأن الاكراد سيستقلون عن العراق في حال وقوع حرب اهلية، موضحاً ان"السؤال الذي كان قد وجه لي كان بالشكل التالي: اذا استمرت الحرب الاهلية او الحرب الطائفية وادى ذلك الى تقسيم العراق ماذا سيكون موقفكم من ذلك؟ وقلت اننا لن نكون جزءا من هذا الصراع ولن ننضم الى اي طرف، ولن نكون سببا في تقسيم العراق، اما اذا قسم الآخرون العراق فطبعا سيكون لنا قرارنا الخاص". وتساءل بارزاني"لماذا التخوف من ان ينال الكرد حقوقهم؟ الكرد أمة قائمة ومتميزة عن الامم الاخرى، ومسألة ان تنال حقوقها بما فيها حق تقرير المصير وتشكيل دولة كردستان حق طبيعي وشرعي". واضاف"ارجو ان يفهم الشارع العربي هذه الحقيقة: ان الكرد اشقاء وحلفاء للعرب وليسوا دخلاء وغرباء على هذه الارض. فنحن عشنا هنا على ارضنا منذ آلاف السنين". وعما اذا كان هناك وجود لاسرائيل في شمال العراق قال بارزاني"نحن جزء من الدولة العراقية، والدستور العراقي لا يجيز لنا اقامة علاقات ديبلوماسية مع اي دولة. واي علاقات ديبلوماسية هي حصراً من صلاحيات الحكومة الفيديرالية. ونحن لن نتجاوز الدستور العراقي ابدا". وتابع"اذا افتتحت سفارة لاسرائيل في بغداد ستفتح قنصلية اسرائيلية في اربيل ايضا". وعن وجود"الموساد"الاسرائيلي في اقليم كردستان قال:"الموساد متغلغل في البلدان العربية، وهم ليسوا بحاجة الى أن يأتوا الى أربيل ويقيموا قاعدة فيها". وعما اذا كان الاكراد على استعداد لاستقبال الفلسطينيين المقيمين في بغداد الذين يتعرضون لمضايقات منذ انهيار نظام صدام حسين، قال بارزاني:"هناك 22 دولة عربية، فهل من المعقول والصحيح ان يحتاج الفلسطينيون الى الكرد وكل هذه الدول العربية تغلق ابوابها امامهم؟"الا انه اضاف"اما اذا اغلقت هذه الدول بالفعل ابوابها امام هؤلاء الفلسطينيين فنحن نرحب بهم". وكان العاهل الاردني قد استقبل بارزاني مؤكداً كل الجهود الرامية الى تعزيز الوفاق الوطني بين مكونات الشعب العراقي. وعلى صعيد آخر وصل الى عمان امس وفد من"حزب الفضيلة"العراقي الذي يتزعمه نديم الجابري الذي سبق وانسحب من"الإئتلاف العراقي الموحد". وسيجري الوفد مباحثات مع المسؤولين الاردنيين حول الوضع في العراق.