لا ريب في أن امتلاك إيران قوة نووية ينصبها حكماً على رأس المعسكر الراديكالي المتشدد بالشرق الاوسط. ومن المرجح أن تحمل طهران إذ ذاك الدول الاسلامية والعربية على التزام سياستها المتطرفة، وعلى قطع علاقاتها بإسرائيل. وعلى رغم ان احتمالات تزويدها المنظمات الإرهابية بالسلاح النووي ضئيلة، ففي وسع إيران النووية التلويح بالرد على اسرائيل في حال هاجمت هذه"حزب الله". فالسلاح الذري يجعل بمتناول طهران قوة رادعة. ومن شأن هذا السلاح زعزعة استقرار اسرائيل واسواقها المالية، وثني المهاجرين المحتملين عن الهجرة الى اسرائيل. وإيران نووية، ونفوذها كبير في العراق المضطرب، قد تضاعف دعمها المجموعات الارهابية أضعافاً، وتهدد المصالح الاميركية في الشرق الاوسط. وعلى الولاياتالمتحدة واسرائيل، وغيرها من الدول، البحث في السبل المتاحة للحؤول دون امتلاك ايران هذا السلاح، ومنها: - فرض عقوبات صارمة على ايران. وانصياع طهران لهذه العقوبات وعزوفها عن تصنيع سلاح نووي، يردع غيرها من الدول عن الانضمام الى النادي النووي. - توجيه ضربة عسكرية الى ايران. والتداول في الحل العسكري هو في مثابة ضغط ديبلوماسي على ايران. - استعداد اسرائيل والدول الغربية لاحتمال بلوغ ايران مآربها النووية، ورفضها التخلي عن هذا السلاح. - تحمل الدول العظمى، وخصوصاً الولاياتالمتحدة، مسؤولية منع ايران من التسلح النووي، وتجريدها منه، حرصاً على مصالحها الامنية والاقتصادية. والحق أن الدول العظمى اقدر على جبه هذا الخطر وتحمل مترتباته. وعلى اسرائيل تجنب الظهور كمن يشجع الادارة الاميركية على مهاجمة ايران. - اعلان اسرائيل تمسكها برفض القبول بإيران نووية. ويترتب على هذا الرفض تخطيط اسرائيل لمواجهة احتمال حيازة ايران قوة نووية، وتعزيز قدرتها الرادعة ضدها ضد ايران. وعلى إسرائيل إقناع طهران بقدرتها على الرد على هجماتها النووية وإلحاق ضرر مادي هائل بها. وفي وسع الجيش الاسرائيلي التصدي لهجوم ايراني نووي، واستعمال الصواريخ الباليستية المضادة . - تكثيف التعاون الاستراتيجي مع الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول. فينبغي أن تطلب اسرائيل إلى الادارة الاميركية توجيه رسالة حازمة وواضحة الى ايران تبلغها فيها أن هجوماً نووياً على اسرائيل هو في مثابة الهجوم على الولاياتالمتحدة، وأنها لن تتأخر عن الرد على مثل هذا العدوان عسكرياً. وعلى اسرائيل البحث في فرص انضمامها الى حلف دفاعي مع الولاياتالمتحدة، أو الى حلف شمال الأطلسي، وتقويم نهجها النووي الغامض. فقد تحمل ظروف طارئة اسرائيل على انتهاج سياسة نووية جديدة. - البحث في توقيع اتفاق سلام مع سورية والعمل على قطع هذه، تالياً، العلاقات بإيران، والامتناع من دعم"حزب الله". ومن شأن السلم مع سورية لجم النفوذ الايراني العسكري في الدول العربية. وقد يفضي اتفاق السلام مع سورية الى حوار ايراني - اسرائيلي. ولكن حيازة ايران السلاح النووي تلزم اسرائيل معايير تلجم الانجرار الى مواجهة نووية. واسرائيل وايران لم يتفقا على قواعد ردع في المجال النووي. فانقطاع العلاقات بينهما يحول دون التفاهم على هذه القواعد. والحق أن اسرائيل تحتاج الى فتح قنوات اتصال مع ايران، سواء كانت مباشرة او غير مباشرة. فهذه الاتصالات ترسي قواعد اللعبة النووية الرادعة، وتسهم في تعزيز الثقة بين البلدين، وفي مراعاة معايير بيئية نووية، وتكبح الانزلاق الى حرب نووية. ولا شك في أن ايران، شأن اسرائيل، تفضل معرفة قواعد الردع، وتجنب، تالياً، خطأ في الحسابات الاميركية والاسرائيلية قد يفضي الى ضربة عسكرية ضد ايران. وفي وسع الحكومات الاوروبية السعي الى فتح قنوات التنسيق الرادع بين اسرائيل وايران. عن افرايم كام ، "مركز جافي للدراسات الاستراتيجية" الاسرائيلي ، 2 / 2007