تظاهر مئات الآلاف في أنحاء العالم احتجاجاً على غزو العراق لمناسبة الذكرى الرابعة لبدء الغزو الأميركي - البريطاني. وبعد تظاهرات حاشدة في واشنطن ومدن أميركية كبرى، شارك آلاف الأشخاص في نيويورك في تظاهرات للمطالبة بإنهاء الحرب فوراً. وكانت منظمة"متحدون من أجل السلام والعدالة"يونايتد فور بيس أند جاستس التي تقدم نفسها على أنها أكبر تحالف مناهض للحرب في الولاياتالمتحدة، توقعت أن يشارك المتظاهرون بكثافة في المسيرة في الذكرى الرابعة لاجتياح العراق. وأفادت في بيان لها أن"الحركة الوطنية المناهضة للحرب تخطط لأعمال احتجاج متزامنة وموحدة تدعو الكونغرس الى إنهاء الاحتلال وسحب القوات الأميركية فوراً". وكان عشرات آلاف المتظاهرين نزلوا الى الشوارع أول من أمس أمام البنتاغون مطالبين بانسحاب القوات الاميركية من العراق"فوراً"، وذلك قبل الذكرى الرابعة لاجتياح هذا البلد. وتجمع المتظاهرون من أنحاء الولاياتالمتحدة كافة أمام مكاتب وزارة الدفاع الأميركية للتنديد بالحرب التي أدت الى مقتل أكثر من 3200 جندي أميركي وعشرات آلاف المدنيين العراقيين. كما تظاهر آلاف الأشخاص في شوارع لوس أنجليس وحملوا يافطات تنتقد بوش باعتباره"أسوأ رئيس"، وأخرى تقول:"آن الأوان لتغيير النظام في واشنطن". وقدر منظمو التحرك عدد المتظاهرين في هوليوود ب"عشرات الآلاف"، في حين قدرت شرطة لوس أنجليس عددهم بما بين خمسة وستة آلاف شخص. ورفع المتظاهرون لافتات كُتبت عليها شعارات معادية للرئيس الاميركي جورج بوش ومنها"أسوأ الرؤساء"أو"حان الوقت لتغيير النظام في واشنطن". وسار المتظاهرون في بولفار هولييود ومن بينهم عدد كبير من الممثلين، وخصوصاً مارتن شين وماريا بيلو، في حين أوضح المنظمون أن رون كوفيك المقاتل السابق في فيتنام الذي اشتهر في فيلم أوليفر ستون"ولد في الرابع من تموز يوليو"شارك في التظاهرة. وفي كوالالمبور، تظاهر حوالى 300 شخص أمام السفارة الأميركية في ماليزيا للتنديد ب"احتلال العراق"في الذكرى الرابعة لاجتياحه. وكُتب على لافتة رفعها المتظاهرون"بوش قاتل"و"بوش أخرج من العراق"، واصفين الرئيس الأميركي بأنه"إرهابي". وأُحيطت التظاهرة أمام السفارة الاميركية في كوالالمبور بتدابير امنية مشددة فرضتها الشرطة. وقال سفيان بوترا 44 عاماً رجل الاعمال إن"علينا أن نقاتل، هذا هو الجهاد. قتل الجيش الاميركي كثيراً من الأطفال". يشار الى أن حوالي 60 في المئة من سكان ماليزيا البالغ عددهم 25 مليون نسمة، مسلمون. وفي إسبانيا، تظاهر عشرات آلاف المناهضين للحرب في مدن متفرقة، وذلك في تحرك واسع اعتبره منظمو التظاهرات أكبر احتجاجات في اوروبا لمناسبة مضي أربعة اعوام على غزو العراق. وكانت أكبر هذه التظاهرات في مدريد حيث قدر منظموها عدد المشاركين بحوالى 400 ألف، على رغم أن سلطات المدينة قدرت العدد الاجمالي بعشرات الآلاف. وكانت تظاهرة مدريد واحدة من حوالى مئة تظاهرة مناهضة للحرب نظمت في شتى أنحاء اسبانيا بما في ذلك المدن الكبرى مثل برشلونة وإشبيلية. وسار الزعماء السياسيون اليساريون وبعض المشاهير الاسبان مثل المخرج السينمائي بيدرو ألمودوفار في تظاهرة مدريد وراء لافتة كتب عليها:"فلتضعوا نهاية لاحتلال العراق... اغلقوا غوانتانامو". وسار المحتجون إلى النصب التذكاري الذي اقيم تكريماً لذكرى 191 شخصاً قُتلوا في 11 آذار مارس عام 2004 في تفجيرات نفذها إسلاميون متشددون ضد بعض قطارات مدريد. وكان منفذو اعتداءات مدريد قالوا إن عمليتهم جاءت انتقاماً على إقدام رئيس الوزراء آنذاك خوسيه ماريا أثنار على ارسال قوات اسبانية الى العراق دعماً للرئيس الأميركي جورج بوش. وأسفرت الانتخابات التي أجريت بعد الهجمات بأيام، عن خروج أثنار وحزبه الشعبي المحافظ من السلطة. وسحبت الحكومة الاشتراكية برئاسة خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو القوات الاسبانية من العراق، ورفضت ارسال قوات اضافية الى افغانستان على رغم مطالبة الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي الناتو بذلك. ورفع المحتجون في تظاهرة مدريد لافتات كتب عليها"ثاباتيرو لست وحدك"و"فلتنسحب قواتنا من افغانستان"و"الحزب الشعبي فاشيون". وفي طوكيو، تظاهر مئات اليابانيين في وسط العاصمة اليابانية لمناسبة الذكرى الرابعة لغزو العراق. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها"لا للحرب"و"لا للقتل في العراق"و"فليسقط بوش". وفي سانتياغو تشيلي، تظاهر مئة شخص من أحزاب ومنظمات يسارية أول من أمس أمام السفارة الاميركية احتجاجاً على"احتلال العراق". وافاد مراسل وكالة"فرانس برس"أن المتظاهرين ساروا من وسط العاصمة التشيلية حتى السفارة الاميركية وهم يرفعون لافتات تندد بالاستراتيجية العسكرية التي ينتهجها الرئيس جورج بوش. وشارك في التظاهرة المرشح السابق للانتخابات الرئاسية توماس هيرش يسار متطرف الذي وجه"نداء الى السلام". وقال:"ليس فقط نحن نطالب بانسحاب القوات ولكننا نتظاهر أيضاً لدعوة شعوب أميركا اللاتينية، وخصوصاً التشيلي الى التقدم نحو السلام". وانتهت التظاهرة في هدوء، بحسب مصادر في الشرطة.