بدأ التلفزيون العراقي إرساله في العام 1954، وبذلك يُعتبر الأسبق عربياً. وبدأت القصة حين حضرت إحدى الشركات الألمانية للمشاركة في معرض تجاري للأجهزة الإلكترونية في بغداد، وصادف أن كان بين معروضاتها مرسلة للبث التلفزيوني، باللونين الأبيض والأسود، مع استوديو صغير مجهز بلوازم التصوير، وعدد من أجهزة التلفزيون التي شدت انتباه العراقيين وأصابتهم بالدهشة لكونهم لم يكونوا رأوها أو سمعوا بها من قبل. وبعد انتهاء المعرض قررت الشركة إهداء تلك المعروضات إلى حكومة العراق. ولكن الشركة التي جهّزت العراق بأدوات البثّ هي شركة «باي» البريطانية. وبدأ البثّ التلفزيوني من بغداد في الثالث من كانون الثاني (يناير) العام 1956، بينما بدأ أول إرسال ملون على القناتين 9 و7 العام 1976. أما في لبنان فقد وُضع حجر الأساس لمبنى التلفزيون الرسمي العام 1957، لكن إنجاز المشروع تأخر ليبدأ البث في أيار (مايو) 1959. وفي العام 1956 وقّعت مصر اتفاقاً مع إذاعة «صوت أميركا» لتزويدها بشبكة إرسال تلفزيونية وتدريب كوادرها الإعلامية، وفي تموز (يوليو) 1960 امتلكت مصر قناة تلفزيونية. واللافت أنها كانت القناة الرابعة على مستوى العالم العربي، بعد قنوات أرامكو وبغداد وبيروت. وكانت الكويت أول دولة خليجية تؤسس محطة تلفزيونية رسمية، وبدأ إرسالها في تشرين الثاني (نوفمبر) 1961. وكان بثها يلتقط في بقية أقطار الخليج بوضوح في الأوقات التي تشتد فيها الرطوبة صيفاً. ويُذكر أن حقبة الخمسينات تُوصف ب«العصر الذهبي» ل«المرناة» (التلفزيون)، وكان المنافسة حامية بين شركات التلفزة الأميركية الثلاث الكبرى «إن بي سي»، و«سي بي اس»، و «إي بي سي». وشهدت بدايات هذه الحقبة أول استخدام للتلفزيون سياسياً، حينما غطت شركة «سي بي إس»" حملات انتخابات الرئاسة الأميركية العام 1952. وتُعتبر بريطانيا أول من دشّن خدمة البث التلفزيوني المنتظم عام 1936، من خلال «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) التي تُعتبر أيضاً أولى مؤسسات التلفزة التي قدمت التصوير والبثّ الحي من خارج الاستوديوات المغلقة.