قضت محكمة الاستئناف في محافظة بني سويف جنوبالقاهرة، أمس، بحبس أربعة موظفين في وزارة الثقافة لمسؤوليتهم عن حريق شب في مسرح قبل نحو عامين، وأدى إلى مقتل 46 شخصاً. لكنها برأت أربعة مسؤولين بينهم رئيس هيئة قصور الثقافة الدكتور مصطفى علوي من التهمة ذاتها. وبدأ الحريق في المسرح التابع للوزارة عندما سقطت شمعة خلال عرض قدمته فرقة من محافظة الفيوم المجاورة وتسببت في إشعال النيران. وذكرت الصحف أن أبواب المسرح كانت مغلقة من الخارج، ولم يتسن فتحها فور اندلاع الحريق، فحاصرت النيران الضحايا. وقال مصدر قضائي:"حكمت محكمة جنح بني سويف المستأنفة بحبس أربعة من موظفي وزارة الثقافة لمدد تتراوح بين سنة وثلاث سنوات، لمسؤوليتهم عن الإهمال الذي تسبب في حريق المسرح". وأشار إلى أن مدير الثقافة في بني سويف عادل فراج مصطفى عوقب بالحبس ثلاث سنوات، وأن مدير قصر ثقافة بني سويف الذي وقع فيه الحادث عوقب بالحبس سنتين. وقال:"عوقب بالحبس سنة الاختصاصي في القصر رجب محمد عطوة ورئيس قسم المسرح حامد الخليلي". وبعد الحريق قدم وزير الثقافة فاروق حسني الذي يتولى منصبه منذ الثمانينات استقالته، حين طالب مثقفون وفنانون بتنحيته. لكن رئيس الوزراء أحمد نظيف رفض الاستقالة، بناء على تعليمات من الرئيس حسني مبارك. وكانت محكمة جنح بني سويف قضت في أيار مايو الماضي بحبس المحكومين الاربعة 10 سنوات لكل منهم، كما قضت بالعقوبة نفسها على رئيس هيئة قصور الثقافة السابق مصطفى علوي وثلاثة آخرين من مسؤولي الهيئة. لكن محكمة الاستئناف قضت ببراءة المسؤولين الأربعة، وقالت إن علوى، وهو عضو في لجنة السياسات في الحزب"الوطني الديمقراطي"الحاكم، والثلاثة الآخرين لم يعلموا بنقل العرض المسرحي إلى القاعة التي شب فيها الحريق،"وانتفت المسؤولية الجنائية عنهم". واعتبرت أن الموظفين الأربعة المدانين وافقوا على عرض المسرحية في القاعة"من دون اتخاذ الاحتياطات الأمنية، ولم يعترضوا على إقامة الحفلة في القاعة". وقال المصدر إن المحكمة ألزمت وزارة الثقافة تعويض 17 شخصاً أصيبوا في الحريق، كما ألزمتها بتعويض أسر القتلى.