قتل أربعة أشخاص وجرح تسعة آخرون في انفجار متجر لبيع أسلحة وذخائر وسط العاصمة كابول أمس، فيما لم تستبعد الشرطة أن يكون متعمداً، خصوصاً أن شهوداً أفادوا بأن الانفجار ارتبط بهجوم انتحاري استهدف دورية للجيش الأفغاني. وأدى الانفجار الذي سمع بشكل واضح في أرجاء العاصمة إلى تحطم زجاج نوافذ المنازل حتى مسافة كيلومترين أو ثلاثة كيلومترات، وأحدث حفرة بعمق ثلاثة أمتار في المكان. كما دمر بالكامل عدداً من متاجر السوق الذي يفصل بينه وبين القصر الرئاسي نهر كابول. جاء ذلك غداة تنفيذ ثلاث هجمات انتحارية أسفرت عن أربعة قتلى في جنوب البلاد، علماً أن العاصمة الأفغانية شهدت سلسلة تفجيرات دامية وعمليات انتحارية السنة الماضية، لكن أي انفجار بدافع إجرامي لم يحصل هذه السنة حتى الآن. وفيما امتنع الناطق باسم القوة الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان إيساف والتابعة لحلف شمال الأطلسي ناتو نيكولاس لانت عن التعليق على أسباب الانفجار"طالما أن التحقيق جارٍ"، حذر من"تزايد الاعتداءات الانتحارية في الأشهر المقبلة". وفي خوست جنوب شرقي، قتل ستة أشخاص على الأقل في هجوم انتحاري نفذه شخصان قرب مركز للشرطة واستهدف مسؤولاً كبيراً في الشرطة لم يصب بأذى. على صعيد آخر، أعلنت"إيساف"أن جثة أحد قتلى غارات جوية"دقيقة"شنت في ولاية هلمند الجنوبية الأسبوع المقبل ضمن عملية"هجوم الربيع"، تعود إلى الملا جمال الدين أحد قادة حركة"طالبان". وعرفت"إيساف"الملا جمال الدين بأنه نائب قائد مقاتلي"طالبان"في إقليم جارمسير، ووصفته بأنه"شخص عنيف ومتطرف تولى تخطيط هجمات منتظمة في جارمسير". في غضون ذلك، اتفقت لجنتا السلام الأفغانية والباكستانية على عقد اجتماعات لمجالس القبائل في كلا البلدين في إطار الجهود التي تهدف إلى احتواء الإرهاب وتصاعد نشاطات تمرد"طالبان"، لكنهما لم تحددا موعد عقدها. جاء ذلك في بيان مشترك صدر في إسلام آباد، في أعقاب الاجتماع الأول للجنتي العمل"من أجل إرساء السلام على أساس الاحترام المتبادل لسيادة وسلامة أراضي كل دولة". وكان الرئيسان الأفغاني حميد كارزاي والباكستاني برويز مشرف اتفقا خلال لقائهما الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن الخريف الماضي، على إجراء محادثات بين قبائل البشتون التي تنتشر في المناطق الحدودية التي تمتد مسافة 2560 كيلومتراً، للمساعدة في الحد من نشاطات مقاتلي"طالبان"، في وقت تتهم كابول والقوات الأجنبية إسلام آباد بعدم بذل جهود كافية لحل مشكلة تسلل المقاتلين إلى أفغانستان. ووصل وفد برلماني من حلف الأطلسي إلى إسلام آباد لإجراء محادثات مع السلطات الباكستانية حول الوضع الأمني في أفغانستان. ويتوقع أن تعقد الوفود سلسلة الاجتماعات تركز على دور باكستان في الحرب على الإرهاب وخطوات تعزيز مراقبة الحدود.