ربما كان عبدالمعطي حجازي منحازاً في شكل واضح الى القصيدة التفعيلية، ولكن ما هو غير واضح إصراره على إقصاء من يخالفه الرأي، أي انه رجل لا يؤمن بالاختلاف، وتجربة إشرافه على مجلة"إبداع"المصرية خير نموذج، والإقصاء الذي يتعرض له الشعراء لا يكمن فقط في حضور اللائحة الواحدة أو لوائح أخرى ولكنه يمتد الى هيمنة"أباطرة الكلام"وحجبهم أسماء أثبتت جدارتها الأدبية والابداعية. وإذا كان العالم العربي لا يزال يعاني من الهيمنة المشرقية الى درجة أن المرحوم عز الدين إسماعيل في آخر مشاركة عربيه له هنا في المغرب، وبالتحديد في كلية الآداب في جامعة تطوان حينما كنت أتحدث عن الهيمنة المشرقية وعما يسمى بصراع المركز والهامش، أجاب: الولد دا بيقول إيه... بمعنى أن طرائق التفكير لدى"جيلي"لا يستسيغها جيل المرحوم عز الدين اسماعيل. ومن هنا فما حدث في مهرجان القاهرة له أكثر من سبب، لكن لماذا يصر شعراء التجربة الجديدة على ضرورة حضور هذا المهرجان؟ أليست القصيدة الجديدة موجهة الى العين بدل الأذن؟ وإذا كانت هذه القصيدة تصدم متلقيها لأنها لا تراعي بنيات الإنشاد بقدر ما تراهن على الكتابة، فلمَ كل هذه الجلبة؟ عبدالسلام دخان - شاعر وباحث مغربي - بريد الكتروني