اكد البيت الابيض ان المخططين العسكريين في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون يعدون خطة لانسحاب على مراحل من العراق في حال فشلت استراتيجية الرئيس جورج بوش او عرقلها الكونغرس، فيما قللت الإذاعة الإسرائيلية من تأثير"تحذير"رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت أميركا من ان أي انسحاب سريع لقواتها من العراق سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة وتقويض قدرة واشنطن على مواجهة التهديدات الصاعدة. ونقل المتحدث باسم البيت الابيض غوردون جوندرو عن وزير الدفاع روبرت غيتس قوله الاثنين ان عدم التفكير في امكان وضع خطة للتراجع اذا فشلت الزيادة في عديد القوات الحالي في تحقيق هدف وقف العنف في العراق،"سيكون تصرفا غير مسؤول". وقال جوندرو ان"غيتس قال خلال الاسبوع ان عدم التفكير في مخارج عدة ممكنة في المستقبل سيكون اهمالا". وكان جوندرو يرد من غواتيمالا، حيث يقوم بوش بجولة في اميركا اللاتينية، على مقال نشرته صحيفة"لوس انجليس تايمز"الاثنين اكد ان الولاياتالمتحدة تضع استراتيجية انسحاب بديلة تعتمد جزئياً على تجربة الاميركيين في السلفادور في الثمانينات من القرن الماضي. واضافت ان خفض عديد القوات في العراق سيكون مطابقا للتعليقات التي ادلى بها غيتس الشهر الماضي في الكونغرس حيث اكد انه في حال فشلت خطة نشر 21500 جندي في تطويق العنف يجب ان تشمل الخطة"ابعاد القوات عن مواقع الضرر". وتابعت ان خطة كهذه ستكون مطابقة ايضا لتوصيات لجنة بيكر هاملتون حول العراق التي كان غيتس عضوا فيها قبل تعيينه وزيرا للدفاع. ويشهد البنتاغون انقساما بين مؤيدي قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس الذي يدافع عن ارسال مزيد من القوات الى العراق، ومؤيدي الجنرال جون ابي زيد القائد السابق للقيادة الاميركية الوسطى الذي يريد نقل الصلاحيات والمسؤوليات الى العراقيين. الى ذلك، رأى سفير سورية في بريطانيا سامي الخيمي في مقال نشر في صحيفة"الغارديان"أمس ان السياسة الاميركية في العراق"تغذي تفكك"هذا البلد الذي تمزقه الحرب. ودعا الخيمي الولاياتالمتحدة الى العمل، بدلا من ذلك، على خلق"جو من التفاهم"بين الغرب والدول العربية. واتهم الخيمي الولاياتالمتحدة"باتباع سياسة تشجع الانقسام المذهبي والانقسامات العرقية والكره بين شعوب المنطقة وحتى احتمال بلقنة الشرق الاوسط العربي". ورأى ان المؤتمر الدولي حول العراق الذي عقد في بغداد السبت الماضي بمشاركة مندوبين سوريين وايرانيين واميركيين"يمكن ان يشكل مقدمة لمفاوضات مثمرة اكثر". وقال ان الولاياتالمتحدة"عليها المساعدة في خلق جو من التفاهم بين الغرب والعرب"، مؤكدا ان"شرق اوسط مستقر وعلماني ومزدهر هو افضل طريقة لمكافحة الارهاب". ودعا الدول التي"تحكم العالم"الى ان تصبح"اكثر حكمة وعدالة وتصميما مما كانت في الماضي للتوصل الى حل للنزاع العراقي والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني على حد سواء". الى ذلك، أفادت الإذاعة الإسرائيلية أمس ان"تحذير"اولمرت في كلمته التي بثت فجر أمس من مكتبه في القدس، أمام اجتماع لجنة العلاقات العامة الأميركية - الإسرائيلية ايباك مساء أول من أمس، من انسحاب أميركي متسرع من العراق لاقت تصفيقا فاترا،"أو بكلمات أخرى لم تستسغها آذان معظم المستمعين"فيما اعتبرها آخرون تدخلا إسرائيلياً في الشؤون الأميركية الداخلية. وكان اولمرت حذر في كلمته عبر دائرة فيديو مغلقة من اسرائيل من أن انسحابا سريعا من العراق سيقود إلى عدم استقرار في المنطقة ويضعف قدرات واشنطن على مواجهة التهديدات المتوقعة. وأضف انه يتحتم على كل القلقين على أمن إسرائيل وأمن دول الخليج وعلى الاستقرار في الشرق الأوسط برمته أن يدركوا أهمية النجاح الأميركي في العراق ووجوب أن يتم الخروج من هذا البلد بشكل مسؤول". من جهة أخرى، قال اولمرت إن إسرائيل لم تعد تستخف بالمشروع النووي الايراني، مضيفاً ان ايران تشكل أكبر تهديد على أمن الدولة العبرية. وأضاف انه لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية يظهر زعيم يتحدث عن القضاء على إسرائيل،"هذه الدولة تنتج أنظمة أسلحة متطورة في مقدورها ضرب وسط إسرائيل ووسط أوروبا، ولذا ليس من مفر أمامنا سوى أن نأخذ هذه التهديدات مأخذ الجد". وتابع ان"إسرائيل ما زالت تفضل حلا ديبلوماسياً لارغام ايران على إعادة النظر في برنامجها النووي"مضيفا:"وحده الرئيس جورج بوش والولاياتالمتحدة قادران على التصدي بفاعلية لمحاولة ايران تعزيز قدراتها النووية". وتابع"كل من يخشى على أمن ومستقبل اسرائيل يتفهم أهمية ان تتصدى القيادة الاميركية القوية للتهديد الايراني". وحضت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أمام المؤتمر نفسه المجتمع الدولي على تشديد العقوبات الاقتصادية على ايران بسبب برنامجها النووي"وتوسيعها من دون تأخير"، مشيرة إلى ان العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي أحدثت تأثيراً"ينبغي العمل على توسيعه". وانتقدت ليفني روسيا والصين من دون أن تسميهما، على ترددهما في فرض عقوبات دولية على ايران مراعاةً لمصالحهما الاقتصادية محذرة من ان"التاريخ سيتذكر هذا الموقف". ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن النائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريز قوله في مؤتمر صحافي في اليابان، أمس إن الحل الأمثل للمشكلة النووية الايرانية"سلمي وليس عسكريا". ودعا الى حظر التعامل الاقتصادي مع طهران والعمل على زعزعة الأمن داخل الجمهورية الإسلامية"حيث يرغب معظم الايرانيين في العودة إلى أيام الازدهار الاقتصادي، بعيدا عن الفقر والفساد وانعدام المسؤولية التي يتحلى بها زعماؤهم".وزاد:"آمل أن يتأتى حل المشكلة بوسائل اقتصادية ونفسية وسياسية".