تميزت الجلسة الحوارية الثالثة بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري بتسجيل اختراق محدود جاء نتيجة تبادلهما مقترحات الحلول المطروحة للأزمة يمكن ان تساعد على التوصل الى قواسم مشتركة، خصوصاً انهما تناقشا للمرة الأولى في الإطار العام لملاحظات حركة "أمل" وپ"حزب الله" على قانون إنشاء المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. واعتبرت مصادر سياسية مواكبة للجلسات الحوارية ان اللقاء الثالث سجل تقدماً ما زال في حاجة الى متابعة من أجل تطويره بعد تشاور كل منهما مع حلفائه في الصيغ المطروحة للحلول. وتوافق الطرفان على البحث عن مخارج للأزمة تتطلب ان يتقدم احدهما باتجاه الآخر بمقترحات مرنة. ولفتت المصادر نفسها الى ان قوى 14 آذار، أي الأكثرية النيابية، تبدو اكثر تماسكاً في دعمها للنائب الحريري بخلاف القوى الأخرى في المعارضة التي تواجه صعوبات في التفاهم على خطاب سياسي موحد تخرج فيه الى العلن لمخاطبة جمهورها. وأضافت ان دورة المشاورات التي أجراها الحريري مع حلفائه وكان آخرها اجتماعه ليل اول من امس برئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"سمير جعجع انتهت الى تأكيد الأكثرية تفويضها رئيس تيار"المستقبل"بينما تبدو المعارضة في الوقت الحاضر وكأنها تفرعت الى معارضات بسبب الاختلاف في ما بينها حول البنود التي يُفترض التوافق عليها لتأتي لاحقاً بحل يعرف بالسلة الواحدة. لكن هذه المصادر لاحظت ان الانسجام بن التحالف الشيعي، أي"أمل"وپ"حزب الله"قائم، وهو تحالف يدعم المساعي السعودية - الإيرانية لمساعدة اللبنانيين في الاتفاق على الحل. وهذا الدعم ترجم ببدء الحوار بين بري والحريري. ولفتت المصادر الى ان"التيار الوطني الحر"بزعامة النائب ميشال عون سعى اخيراً الى رفع سقف مطالبه عبر إصراره على إجراء انتخابات نيابية مبكرة، على رغم ان هذا الموضوع بالذات غير مدرج على جدول أعمال الحوار. ورأت ان مبادرة عون الى رفع سقف مطالبه لا تعود الى الاعتراض على الحوار بمقدار ما يتطلع من خلال"تكبير الحجر"الى الحصول على حصة مميزة في حكومة الوحدة الوطنية التي يجب أن تأتي متلازمة ومتوازنة مع إقرار المحكمة الدولية، بينما تذهب القوى الأخرى في المعارضة وهي الحليفة في الوقت نفسه لسورية إلى التشكيك بجدوى الحوار ونتائجه. وأكدت المصادر عينها أن هذه القوى تصر على التشكيك بجدوى الحوار لسببين: الأول إنها ستجد نفسها غير مشمولة بالحل وأن لا موقع لها في الحكومة الجديدة. أما السبب الثاني فيتعلق بانزعاج سورية من بدء الحوار الذي جاء استجابة لمساع سعودية - إيرانية - وهذا ما يفسر تجاوب التحالف الشيعي معه - ومتعارضاً مع القوى الحليفة لسورية التي سارعت الى إعداد لائحة بمطالبها التي يبدو ان معظمها لم يناقش بين بري والحريري. جولة خوجة وفي ظل التكتم الشديد الذي تفرضه اوساط كل من بري والحريري على المحادثات، التقى السفير السعودي لدى لبنان عبدالعزيز خوجة أمس، كلاً من بري والحريري. وبعد لقائه بري في عين التينة في حضور النائب علي حسن خليل، قال خوجة:"جئت لأطمئن إلى نتائج اللقاءات التي يجريها الرئيس بري والنائب الحريري، وهذه اللقاءات جيدة وممتازة وتدعو إلى التفاؤل". وأضاف:"جئت لأستمع إلى الرئيس بري، واعتقد بأن هذين قطبان كبيران"، مشيراً إلى أن بري"يمثل المعارضة جميعها، وأن الشيخ سعد الحريري مفوض من الموالاة للتفاوض مع الرئيس بري، وأعتقد بأن الصورة بدأت تتضح الآن اكثر بحسب ما أرى من إشارات، فأنا لم اطلع على تفاصيل منهما، ومن الأفضل أن تكون المفاوضات محاطة بالكتمان". ورأى أن"أي تسريب من هنا أو هناك ربما يفسد الأمور، ومن الأفضل أن يستمر النقاش حتى نتوصل إلى حل نهائي بعون الله يكون لمصلحة لبنان". وعن صحة الكلام على لقاء سيتم في الرياض لعدد من القيادات اللبنانية، أجاب:"المهم أن يتم الاتفاق هنا بين جميع الفرقاء. وإذا تم هذا الاتفاق وقرروا أن يأتوا إلى المملكة، فالمملكة ترحب بهم من دون شك". وكان بري استقبل السفير المصري حسين ضرار.