"عندما تفتح مصر لنا أبوابها، وترحب بنا، وبقيمتنا وأسمائنا، فهل نرفض؟ أعتقد بأنه رفض للنعمة". بهذه الكلمات استهلت الفنانة السورية سوزان نجم الدين حوارها مع"الحياة"حول لحاقها بالنجوم السوريين الذين انضموا للعمل في الدراما المصرية، بعدما سبقها جمال سليمان وجومانة مراد وتيم حسن وسلاف فواخرجي. وتضيف:"دخولي عالم الدراما المصرية لم يكن صدفة، اذ كنت أُطْلَب لاعمال مصرية، منذ ظهوري للمرة الاولى في سورية، ولكنني أجلّت هذه الخطوة، حتى اصنع اسمي، وأرى مدى تقبل الناس لي ولموهبتي، اضافة الى انني كنت لا أزال حينها طالبة هندسة. وأنا أؤمن بأن كل شيء يأتي في آوانه". وعن مسلسل"نقطة نظام"الذي تدخل به سوزان نجم الدين الدراما المصرية، تقول:"قدم اليّ المنتج كامل أبو علي والمخرج أحمد صقر، وأنا اعتز بهما جداً، مجموعة عروض، وجذبني نص المؤلف محمد صفاء عامر، الذي وجدت فيه ما أطمح إليه في الفن، وهو نشر القيم والرسائل الاجتماعية والانسانية. أضف الى ذلك أن هذا العمل يتحدث عن قضية وطنية شديدة الأهمية، إذ تتعلق بأسرى حرب 67 الذين قتلوا بلا رحمة". وتجسد سوزان شخصية قمر، وهي نادلة في مقهى على الطريق الى سيناء، تخدم السائقين العابرين، ولكنها في الوقت ذاته ترفض اخذ النقود من الجنود لوطنيتها. فهل تحقق من خلال هذا الدور نجاحاً يوازي نجاح مواطنيها جمال سليمان وجومانة مراد؟ تجيب:"أنا بطبيعتي أقلق من اي عمل جديد، ولكني أجتهد جداً على الشخصيات التي أقدمها، ابتداء من نظرة العين، ومروراً باللهجة والملابس... وأتمنى أن ألقى قبولاً لدى المشاهدين في مصر". وحول انزعاج بعض الفنانين المصريين من الاستعانة بممثلين سوريين في الدراما المصرية تقول:"نحن كفنانين نتحدث طوال الوقت عن عمل فني يجمعنا كعرب، فلماذا تصار ضجة كلما حدث ذلك على ارض الواقع؟ أياً يكن الامر اعتقد أن الفن نجح في ما فشلت فيه السياسة". وتبدي سعادتها بالعمل مع كبار المخرجين في سورية الذين اضافوا الى رصيدها، مثل هيثم حقي ونجدت انزور وحاتم علي وفردوس الاتاسي ومحمد عزيزية. اما أبرز اعمالها فپ"الظاهر بيبرس"وپ"قصر العمر"، وپ"حنين"وپ"ملوك الطوائف". وتصر سوزان نجم الدين على أن اختيارها للفن لم يكن بسبب المال او الشهرة، وإنما بسبب إيصال رسائل انسانية واخلاقية واجتماعية الى الجمهور. من هنا سعادتها باختيارها كمدير اقليمي لمنظمة الصحة العربية، وسفيرة للعلاقات الانسانية في أكثر من مناسبة، بما ان ذلك من شأنه أن يخدم فكرها وثقافتها. وللوصول الى هذا الهدف أسست شركة انتاج تقدم باكورة اعمالها نهاية هذا العام، عن نص كتبه منذ ثلاث سنوات محمود الجعفوري. وتشير سوزان إلى ان ما جعلها تخوض الانتاج هو سعيها لتحقيق الشرط الفني المتكامل، بحيث أنها كممثلة لا تستطيع ان تدخل في تفاصيل العمل، وتقول:"بصراحة تحدث أمور تغضبني في العمل، أبرزها ان الكبير يلوم دائماً الصغير ويعتدي على حقوقه. اما انا كمنتجة فأريد إنصاف الجميع". وتختتم حديثها بأنها سعيدة بالحرية التي تشهدها الدراما السورية،"حتى لو كانت بحساب".