شكا العرب لعقود طويلة، من أن صناعة السينما الأميركية تتحيّز ضدهم وتشوِّه صورتهم، وتعمل على تحقيرهم ونزع انسانيتهم، لكن هذه الاتهامات كانت تلقى جزافاً من دون أدلة توثقها أو بحث موضوعي يوضح خلفياتها. وتطرق الفيلم الوثائقي"ريل باد أرابز"أو"العرب السيئون"، الى كيفية تشويه هوليوود للشعوب، وعرض مؤخّراً في لندن ونقل الشكوى العربية، بل ذهب إلى الحديث عن وجود توجه ثابت لدى منتجي افلام هوليوود لتصوير العرب بطريقة سيئة وبعيدة من الحقيقة. ويستند الفيلم إلى مقابلة مع د. جاك شاهين مؤلف الكتاب الذي يحمل الفيلم عنوانه. ويعرض شاهين المحاضر في جامعة الينيوي الأميركية، في الفيلم المشوق، بالتفصيل كيفية تناول هوليوود للعرب من خلال مشاهدته لأكثر من ألف فيلم أنتجتها هوليوود خلال قرن كامل، بدءاً من السينما الصامتة وحتى أفلام حديثة مثل سيريانا، ومملكة الجنة. ويضيف شاهين أن صورة العرب في هوليوود بقيت بالصورة نفسها التي صوّرها الأوروبيون والمستشرقون، وفيها الحديث الأسطوري عن أرض العرب بما يشمل ذلك الصور النّمطية عن الصحراء والخيام، والراقصات شبه العاريات، والسحر. وعلى رغم أن تصوير العرب بهذه الصورة كان في بدايات هوليوود فإن الاحتفاظ بالصورة نفسها والإبقاء عليها لم يتغير حتى في أفلام الكرتون التي اُنتجت بعد عشرات السنين ومنها فيلم"علاء الدين"الذي تقول أغنيته الافتتاحية:"انا قادم من بلاد يقطعون فيها أذنك اذا لم يعجبهم وجهك".