تُطلق شركة مايكروسوفت العملاقة نظام تشغيل الكومبيوتر "ويندوز فيستا" Windows Vista، الذي تقترح على العالم احلاله محل نظامها السابق "ويندوز اكس بي" XP. وكالعادة، تُواكب الانطلاق احتجاجات وأسئلة يتعامل الاتحاد الأوروبي مع واحد منها لشركة أميركية يقول ان مايكروسوفت تسعى الى الهيمنة على سوق الترفيه الالكتروني عبر نشر نظامها الجديد"فيستا". ولا تقتصر الاحتجاجات والأسئلة على الشركات، إذ يطرح كثيرون اسئلة مشابهة من نوع: إلى أي مدى يحق لشركة تكنولوجيا أن"تفرض"على الجمهور نظاماً جديداً لتشغيل حواسيبهم، خصوصاً بعدما باتت أنظمتها تتحكم في أكثر من تسعين في المئة من أجهزة الكومبيوتر في العالم؟ من يُناقش، بطريقة فعلية، الادعاءات التي تنهال في كل مرة ينطلق فيها نظام جديد لنظام الكومبيوتر؟ فمثلاً، قُدّم نظام مايكروسوفت السابق"ويندوز اكس بي"باعتباره نظاماً مأموناً وموثوقاً. وثبت بالتجربة احتواؤه على الكثير من الثغرات التي نفذ منها"الهاكرز"والفيروسات، ما تسبب في خسائر كبيرة للجمهور. والأنكى أن الشركة أطلقت حزماً من"اللصقات"الأمنية، ثم جمعتها في حزمة"سيرفس باك 2"Service Pack 2 لاحقاً، ولم ينفع الترقيع في جعل النظام منيعاً حيال الفيروسات والاختراقات. وماذا لو تبيّن ان"فيستا"ليس أكثر مناعة من"اكس بي"، فمن يتحمل المسؤولية؟ وهل يُمكن تحميل مايكروسوفت مسؤولية التقصير؟ والمفارقة ان حزمة الامان"سيرفس باك 2"تُشكل العمود الفقري للأمن في"فيستا"، على رغم تعرضها للاختراق مراراً عندما كانت في"اكس بي"! ثمة سابقة أُخرى. فقد فرض الاتحاد الأوروبي على تلك الشركة أن تفصل برنامج"ميديا بلاير"Media Player، الذي يُشغّل المواد المسموعة والمرئية، عن بقية التطبيقات في نظام"اكس بي"، إضافة الى دفع غرامات ضخمة. ولكن العالم العربي، حيث يغيب رأي الناس عن السياسة وقراراتها، لم يلتقط الخيط الأوروبي. فماذا لو تكرّر الأمر مع"فيستا"؟ يتمثّل الدافع الى هذا السؤال في احتجاج مجموعة من شركات المعلوماتية الاميركية على التطبيقات التي تُدير مواد"الميلتي ميديا"والملفات المسموعة - المرئية في نظام"اكس بي". وتضم قائمة تلك الشركات أسماء مثل"ريل نتوركس"و"آي بي أم"و"نوكيا"و"صن مايكروسيستمز"و"أدوبي"و"أوراكل"و"ريد هات"و"لينسباير"و"أوبرا"و"كوريل". وذكّرت هذه الشركات بالسابقة التي سجّلها الاتحاد الأوروبي بخصوص برنامج"ميديا بلاير". ويلفت في"فيستا"شدة تركيزه على المُعطيات البصرية، بدءاً من الكثافة في الأيقونات، مروراً بانتشار الرسوم المُجسّمة الثلاثية الأبعاد في كثير من برامجه. ويولي الترفيه الرقمي، سواء لجهة الالعاب الالكترونية أو الأشرطة المرئية - المسموعة، عناية كبيرة، بحيث باتت جزءاً أساسياً في تطبيقاته كلها. ويبرز في هذا السياق إضافة برنامج"دي في دي مايكر"DVD Maker، الذي يُسهّل صنع الأفلام ومنتجاتها والتحكّم بصورها، ثم طبعها على اسطوانة فيديو رقمية، ويُذكّر ببرنامج مُشابه في نظام"ماك اوس اكس"، المتوافر في الاسواق منذ بضع سنوات. وكذلك يتضمن نظام"فيستا"برنامجاً للتعرّف الصوتي، يستطيع تحويل الكلام الى نصوص. لكن من غير المعروف مدى تجاوب البرنامج مع معطيات اللغة العربية.