استبقت شركة "مايكروسوفت"، عملاق نُظُم تشغيل الكومبيوتر عالمياً، العام 2007 بإطلاقها نظام التشغيل" ويندوز فيستا"Windows Vista. ويُفترض أن "يحل" محل نظام "ويندوز اكس بي" Windows XP، الذي لم تمض على اطلاقه 3 سنوات! وكالعادة، أثار إطلاق نظام تشغيل جديد من جانب "مايكروسوفت" نقاشاً واسعاً عن الاستراتيجية التي تتبعها الشركة في هذا الصدد. ويرجع ذلك أساساً الى الانتشار الواسع لنظام"ويندوز"، الذي يُشغل قرابة تسعين في المئة من الحواسيب المكتبية عالمياً. وقد درجت الشركة أيضاً على ارفاق نُظُم التشغيل للكومبيوترات المكتبية بنُظُم مُشابهة للخوادم التي تُدير الشبكات الرقمية. وبمعنى آخر، فإن تغيير نظام تشغيل الكومبيوتر غالباً ما يمثل الخطوة الأولى في تغيير نظام العمل الرقمي كله. وزاد من حدّة النقاش أن الشركة توقفت عن دعم نظام"ويندوز 98"الذي ما زال مستخدماً من قبل 150 مليون مستخدم في العالم. ويُشبه ذلك ان تتوقف شركات السيارات عن انتاج قطع غيار وزيوت لمحركات الحافلات التي صُنعت في العام 1998 ! ويتهكم بعضهم من الأمر بالقول ان التغيير المستمر يفترض جمهوراً لديه فائض مالي جاهز ومستمر كي يشتري نظم التشغيل ويُجددها كلما انتجت شركات الكومبيوتر نظاماً جديداً، إضافة الى امتلاكه القدرات التقنية والوقت الكافي لتغيير كل ما انجزه في السنوات السابقة أيضاً! ويبدو ان الأمور تفاقمت أكثر مع نظام"ويندوز فيستا". وكشفت مؤسسة"غارتنر"المتخصصة في بحوث الانترنت أن نظام"ويندوز فيستا"يتواءم مع معظم أجهزة الكمبيوتر الشخصية تقريبًا، إلا أن التوصل الى استخدام مزاياه كافة لن يتوافر إلا لنصف تلك الأجهزة! لذا حضَّت المؤسسة الشركات على توخي الحذر والتفكير مليًا عند شراء النظام الجديد. ولفتت الى ان المعالجات الالكترونية المتوسطة السرعة يمكنها تشغيل"ويندوز فيستا"باستعمال قرص صلب متوسط السعة. وفي المقابل، فإن الاستفادة الكاملة من النظام يلزمها شراء بطاقة رسومات"غرافيك"متطورة كي يتسنى للكومبيوتر التعامل مع واجهة المستخدم"أرو"Aero في"ويندوز فيستا". وكذلك يتوجب توافر ذاكرة عشوائية فعّالة مقدارها غيغابايت كي يعمل نظام"ويندوز فيستا"من دون مشاكل ولا تباطؤ. وربما يمثّل الأمر صدمة للعديد من المستخدمين. وما يزيد الطين بلة، أن مواصفات قائمة متطلبات النظام التي أعلنت عنها"مايكروسوفت"لم تختلف عن المواصفات التي ذكرتها"غارتنر"سوى في مساحة الذاكرة المطلوبة. إذ أعلنت الأولى أن الذاكرة العشوائية المطلوبة لتشغيل"ويندوز فيستا"هي 512 ميغابايت، وليس 1 غيغابايت كما ذكرت"غارتنر". وفي ظل عدم إعلان"مايكروسوفت"عن متطلبات النظام الجديد، سارعت"غارتنر"إلى نشر رؤيتها عن المتطلبات اللازمة كحد أدنى لتشغيل"ويندوز فيستا"مبررة خطواتها بالسعي الى توعية الشركات بتلك المتطلبات. وبحسب"غارتنر"، يلزم الكمبيوتر الشخصي مجموعة رقاقات الكترونية من نوع"جي 945"ومعالج معلومات رقمي من نوع "بانتيوم 4" Pentium 4، الذي تصنعه شركة"انتل"، وذاكرة عشوائية مقدارها غيغابايت على الأقل. وفي سياق مُشابه، تحتاج أجهزة الكمبيوتر المحمول لمعالج ثنائي النواة، إضافة الى الرقاقات والذاكرة العشوائية المذكورة. وحضت"غارتنر"الشركات على التركيز على المتطلبات المذكورة مشيرة إلى عدم الحاجة لشراء بطاقة رسومات"غرافيك"متطورة لأن واجهة المستخدم"أرو"التي يقترحها نظام"ويندوز فيستا"يمكن الاستغناء عنها.