لم تحظ الدورة الرابعة من برنامج "ستار اكاديمي" باهتمام المشاهد المغربي خلافاً للسنوات الماضية، حيث كانت المتابعة مرتفعة، والإحساس بخيبة الأمل أعمق مع خروج أي مغربي من المسابقة. خصوصاً عندما لم تتوج ممثلة المغرب هناء الإدريسي، بطلة لأكاديمية الغناء في قلب العاصمة اللبنانية في الدورة الماضية. وأثّر تراجع الاهتمام ببرامج الترفيه، عموماً، على المشاركة المغربية في "أكاديمية النجوم"، ما تسبب في بقاء ممثلة وحيدة لتشارك باسم المغرب، علماً أنها لا يمكن أن تعول كثيراً على دعم الرسائل القصيرة للمغاربة. هذا ما تترجمه الصحافة المغربية، التي تبدو غير مبالية بوجود برامج مسابقات يشارك فيها مغاربة في القنوات العربية أو الفرنسية. ويعزو كثر ابتعاد المشاهد عن برامج الترفيه الى ثقل الأخبار الداخلية. إذ عاش المغرب هذه السنة أحداثا أدت الى عودة الجمهور الى الشاشة المحلية. فالبرد الذي قتل أطفالاً في مدينة خنيفرة في الأطلس المغربي، أعاد للقناتين الأولى والثانية بعضاً من قيمتهما في المشاهدة، وجاء الجفاف وأخباره ليشدا الانتباه من جديد الى هاتين القناتين. كل هذا يفسر تزايد الاهتمام بنشرات الأخبار مخافة أن تكون في الأفق أي أخبار جديدة حول الجفاف الذي عرّض الموسم الزراعي للخطر... او سواها من الأخبار حول أي زيادة في أسعار المحروقات أو وسائل النقل الجماعية أو المواد الغذائية الأساسية. ويشبه كثر التلفزيون المحلي في هذه الفترة ب"البراح"، وهو في الثقافة المغربية، ذاك الرجل الذي يتحلق حوله اهل البادية ليعرفوا منه الأخبار أوقات الضيق والأزمات أو الجفاف. حتى ان برنامج"التحدي"الذي تعرضه قناة"أم بي سي"، لم يجد أصداء في الصحافة المغربية، حتى المتخصصة منها، إذ لكل عام أولوياته، والمغاربة يشبهون أجدادهم. وكما يقال هنا"إذا سقط المطر، وكان الحول جيداً، أقاموا الأعراس والأفراح، وأكل القاصي والداني. أما إذا كان العام رمداً، لا نار فيه ولا سرور إلا الترقب في انتظار غيث السماء". على صعيد آخر، تستعد مجموعة تجارية أطلقت من تونس قناة"نسمة"بدء برنامج"ستار أكاديمي"الخاص بالمغرب العربي، والذي يبحث عن المواهب الغنائية في دول شمال أفريقيا الناطقة باللغة العربية. لكن يُرتقب ألا يحظى هذا المشروع بالمتابعة المنشودة، بما أن عام الجفاف والغلاء، أسقط كل ما هو من باب المتعة والترفيه من اهتمامات المشاهد. ثم، يبقى على الراغبين في المشاركة في برامج المسابقات التي تعتمد في حيز منها، من أجل الفوز، على تصويت الجمهور، اختيار عام المطر وانخفاض الأسعار وانتشار الأفراح، للاستفادة من كرم هواتف المغاربة، الذين لن يجدوا ضيراً في التصويت بنصف دولار، قيمة الرسائل القصيرة، لمصلحة مرشح مغربي، في كل مرة يردد الجملة ذاتها:"يا أهل المغرب من فضلكم، صوتوا لي".