لا شك في أن ما قاله وزير الخارجية التركي، عبدالله غل، لنظيرته الاميركية، كوندوليزا رايس، في أثناء زيارته واشنطن هو لسان حال العلاقات الاميركية - التركية. فهو أعلن"ان نجاح اميركا في العراق هو نجاح لتركيا أيضاً". وفضل وزير الخارجية غل الديبلوماسية على توجيه تهديد واضح الى أميركا، ودعا واشنطن الى الوفاء بوعودها، ومكافحة"حزب العمال الكردستاني"بشمال العراق، والتصدي لقانون مذابح الارمن في الكونغرس الاميركي. فتقاعس واشنطن يخلف أثراً سلبياً في التعاون الاميركي- التركي في العراق وإيران والقوقاز ووسط آسيا وأفغانستان والشرق الاوسط. ولا يقتصر أثر اخلال واشنطن بوعودها على سياستها الخارجية، بل يتعداها الى التطورات السياسية الداخلية، ويسيء الى صورة أميركا في الشارع التركي. ومناوءة أميركا تربة صالحة ينمو فيها التيار القومي التركي، وتتعاظم المخاطر المحدقة بالاقليات التركية. ومن شأن اقرار الكونغرس الاميركي قانوناً يدين مذابح الارمن قطع الطريق على احتمال تحسين تركيا العلاقة بارمينيا، وإلحاق، الضرر بالطرفين الأرميني والتركي. وجليّ أن الادارة الاميركية أدركت مغزى رسائل غل وقائد الاركان، الجنرال يشار بيوك انيط. ومن المتوقع أن تسعى الادارة، في آذار مارس المقبل، الى إقناع الكونغرس الاميركي بالعدول عن قرار مذابح الارمن. وينوي روس ويلسون، السفير الاميركي بأنقره، السفر الى واشنطن لشرح اهمية هذه القضية. ولا ريب في أن بعض الجهات يخشى أن تثمر مساعي تركيا الديبلوماسية، وأن تبادر الادارة الاميركية الى معالجة ملفي الارمن والاكراد. فصحيفة"جوندام"الكردية ذهبت الى أن قائد الاركان تلقى"ضوءاً اخضر أميركياً"لشن عملية عسكرية ضد"حزب العمال الكردستاني"بشمال العراق. وأدرج مجلس الامن القومي التركي البحث في هذا الاحتمال توجيه ضربة عسكرية الى"حزب العمال الكردستاني" في جدول أعمال اجتماعه المقبل. ورجحت الصحيفة الكردية أن يهاجم الجيش التركي"حزب العمال الكردستاني"في آذار أو نيسان ابريل بينما يناقش الكونغرس الاميركي قانون مذابح الارمن. وعلى هذا، جرى بتركيا توخي الحذر في الاشهر المقبلة. فمجموعات كردية، في الخارج والداخل التركي، تنسق ردها على ضربة الجيش التركي. ف"حزب المجتمع الديموقراطي"في ديار بكر اعتبر أن هجوم الجيش التركي على كركوك هو في مثابة الهجوم على ديار بكر. عن مراد يتكين ، "راديكال" التركية، 24 /2/ 2007