سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إدارة بوش تدرس تدابير بديلة لاحتمال تقييد عملياتها العسكرية إنطلاقاً من تركيا . ديبلوماسيان أميركيان في أنقرة على عجل رداً على إلغاء زيارة وزير تركي لواشنطن
ألغى وزير الدولة التركي المكلف شؤون التجارة الخارجية كرساد توزمن زيارة كانت مقررة لحضور مجلس الأعمال التركي - الأميركي في نيويورك اليوم، رداً على اعتراف لجنة في الكونغرس الأميركي بتعرض الأرمن للإبادة في عهد السلطنة العثمانية عام 1915. وتلا ذلك إرسال وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي تزور موسكو حالياً مساعديها دان فرايد واريك اديلمان الى أنقرة لمعالجة تدهور العلاقات، في وقت تزداد مخاوف الولاياتالمتحدة من مهاجمة تركيا شمال العراق لسحق المتمردين الأكراد. واعتبر توزمن المسؤول التركي الثاني الذي يلغي زيارة مقررة للولايات المتحدة، بعد قائد البحرية الأميرال ميتين اتاج، فيما استدعت أنقرة الخميس الماضي سفيرها في واشنطن نابي سنسوي للتشاور في شأن اعتراف الكونغرس بإبادة الأرمن، وهو ما ترفضه تركيا مشددة على ان القمع شمل مجموعة متمردة تحالفت مع العدو الروسي. واستمع الديبلوماسيان الأميركيان الى انتقادات حادة من وكيل وزارة الخارجية التركية ارتوغرول اباكان، علماً انهما نقلا أسف واشنطن لقرار لجنة الكونغرس الذي تأمل أنقرة بعدم عرضه على جلسة عامة، وهو ما تريده الأكثرية الديموقراطية في الكونغرس التي تتذرع بأن رفض إدانة مجازر الأرمن يشجع على الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة في حق الإنسانية، مثلما حصل سابقاً في دارفور. ويرى محللون ان تصويت الكونغرس يمكن ان يضعف نفوذ الولاياتالمتحدة على تركيا، ويجعل مهاجمة كردستان العراق أكثر ترجيحاً في الأسابيع المقبلة. وكانت رايس حضت، في اتصالات هاتفية أجرتها أول من أمس مع الرئيس التركي عبدالله غل ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية علي باباجان، على تجنب تنفيذ عملية عسكرية في شمال العراق. وقالت:"دعوتهم الى ضبط النفس"، فيما قررت أنقرة السعي لنيل موافقة البرلمان على شن هجوم، علماً ان انفصاليين أكراداً أعلنوا أول من أمس انهم سيعبرون الحدود ويعودون مرة أخرى الى تركيا لاستهداف السياسيين والشرطة. وتشكو أنقرة منذ فترة طويلة من ان واشنطن لم تبذل قصارى جهدها لشن قواتها او الحكومة العراقية حملة على متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يستخدمون شمال العراق قاعدة لمهاجمة أهداف تركية. في غضون ذلك، أفادت محطة"سي إن إن"الاميركية أن المخططين العسكريين الأميركيين انكبوا ب"هدوء"على مراجعة التدابير البديلة، في حال قيدت تركيا تحركات الطائرات الأميركية في أجوائها أو منعتها من الوصول إلى قاعدة"إينسيرليك"الجوية الأميركية في تركيا بسبب الخلاف في شأن قانون الكونغرس. وأشارت المحطة الى ان المسؤولين العسكريين الأميركيين بحثوا في بدائل لوقف العمليات في تركيا أو تقليصها،"لكن المسألة الرئيسة تشمل إيجاد وسائل مناسبة لنقل المواد وغيرها من المعدات الأخرى الرئيسية إلى العراق". وكشفت ان التقويم المبدئي أشار الى ان تقييد الوسائل المتاحة حالياً من تركيا سيجبر الجيش الأميركي على اعتماد رحلات شحن طويلة، ما يعني زيادة مصاريف الوقود، وضرورة اعتماد محطات جوية محورية في الأردن أو الكويت.