واصلت المعارضة والموالاة في لبنان تبادل الاتهامات والتصريحات السياسية وأعلن "حزب الله" أمس أن لا جلسة للمجلس النيابي في دورته العادية من دون حكومة وحدة وطنية، بينما تحدثت قوى 14 آذار عن "بوادر حركة انفصالية" بپ"أمر عمليات سوري". وأعلن رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"النائب محمد رعد، انه"لن تكون هناك جلسة لمجلس النواب، أثناء العقد العادي للمجلس الذي يبدأ في 15 آذار مارس المقبل، من دون وجود حكومة دستورية". وقال في كلمة ألقاها في احتفال تأبيني في الجنوب:"ان المشروع الأميركي الذي بدأ في لبنان هو مشروع انقلاب على كل التوازنات السياسية التي كانت موجودة في لبنان منذ اتفاق الطائف عام 1990". وتابع:"لكن هذا الانقلاب السياسي يحتاج الى أدوات داخلية تحرك الذين يلتمسون حصة زائدة في موقعهم في التوازنات والذين يحلمون بمشاريعهم التقسيمية والتفتيتية في البلد" أضاف رعد:"ان مطالبتنا بالثلث الضامن هو لإسقاط المشروع الاميركي في لبنان، الآن هم يدعون ان لهم الاكثرية في المجلس النيابي"، معتبراً"أنهم اسقطوا المجلس الدستوري حتى لا تكون هنالك مرجعية دستورية تحكم على عدم دستورية قوانينهم ومشاريعهم، وباتوا هم الحاكم والحكم". وسأل رعد:"الى أي شيء يستند رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عندما يقول"مهما بقيتم في الشارع، لن يرف لي جفن"؟ هل يستند الى الدعم الخارجي؟ فهذا الدعم لن يطول ولن يستمر، لأنه آني لينقلك في لحظة معينة من اجل ان تستعيد قواك، لكن إذا كنت أنت فاقد القوى وغير متوقع ان تحصد تأييداً من غالبية اللبنانيين، فكيف تستمر في هذه اللعبة؟". واشار الى كلام النائب وليد جنبلاط من دون ان يسميه، وقال:"بالأمس، وعلى شاشة تلفزيونية، قيل في إحدى المقابلات، ان المقاومة ليست إلا جيشاً غير رسمي للنظام السوري". وسأل:"أليس هذا تشكيكاً في وطنية المقاومة؟ هل يحق لهم التخوين، ونحن يجب علينا ان نسكت وألا نكشف زيف تلك الادعاءات؟". وقال رعد:"المعبر الوحيد للبلد هو حكومة 19 - 11". في المقابل، شن عضو"اللقاء النيابي الديموقراطي"النائب وائل أبو فاعور هجوماً على"حزب الله"وعلى رئيس الجهورية إميل لحود. وقال في حديث الى إذاعة"صوت لبنان":"أعتقد بأنه بعد التحرك الذي قامت به قوى الحلف السوري - الإيراني في لبنان، أي"حزب الله"وحلفاؤه، فإن الانقلاب فشل على المستوى السياسي وعلى المستوى الشعبي". وأضاف:"لذلك، هناك بوادر حركة انفصالية، وما أراه في كلام رئيس الجمهورية أنه صادر من أمر عمليات سوري منذ نحو أسبوع، وهو أنه إذا فشل الانقلاب وهو ما حصل فعلياً، سيتم القيام بعملية انفصالية كإعلان حكومة ثانية، لكن لم تتحدد ساعة الصفر لهذا التحرك". وأكد أبو فاعور أن قوى 14 آذار"ستواجه هذا الأمر، ولن نتساهل فيه، ولا يمكن أن نتسامح مع أي إجراء بهذا المعنى. قوى 14 آذار ستدرس كل الخيارات وهي كلها متاحة ومفتوحة، من رئاسة الجمهورية الى غيرها من المواقع الدستورية التي لا يمكن أن نقبل بأن يتم إغفال دورها وإسقاط الأكثرية النيابية والحكومة اللبنانية". وتوقع أن"يفشل العصيان المدني كما فشل غيره من التحركات. إن التوازنات الشعبية والسياسية المحلية والعربية والدولية لا تتيح لأي عملية انقلابية النجاح". وكان أبو فاعور رد في تصريح على لحود الذي قال إنه لن يسلم السلطة الى هذه الحكومة"لأنها غير موجودة، بالقول:"نعرف ان إميل لحود لن يتورع عن ارتكاب أي رعونة دستورية إذا ما طلب منه ذلك الرئيس السوري بشار الاسد، لكن قيمة هذا الكلام من قبل لحود انه يكشف ان قوى 8 آذار، بعدما فشلت في محاولاتها الانقلابية في كل مراحلها بفعل التوازنات الشعبية المحلية وبفعل الدعم العربي والتوازنات الاقليمية والدولية، انتقلت الى المنحى الانفصالي والتقسيمي داخلياً تأكيداً لمعادلة"اما نحكم البلد ونسيطر على الدولة او ننفصل عنه ونبني دولتنا الخاصة".