سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تشيني وبيكيت يحملان تحذيراً مزدوجاً لمشرف من التهاون في الحرب على "القاعدة" و "طالبان" . "رسالة حازمة" من واشنطن إلى إسلام آباد : مكافحة الإرهاب تحت طائلة قطع المساعدات
تلقى الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس، تحذيراً مزدوجاً من واشنطن ولندن، من مغبة التهاون مع ناشطي "القاعدة" و "طالبان" الذين "أعادوا تجميع صفوفهم في المناطق المحاذية للحدود الأفغانية"بحسب تقارير استخباراتية أميركية. ونقل هذا التحذير إلى مشرف كل من ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي ووزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت اللذين قاما بزيارتين منفصلتين لإسلام آباد. راجع ص9 وتزامنت زيارة تشيني مع أنباء عن اتخاذ الرئيس الأميركي جورج بوش قراراً بتحذير مشرف من أن الكونغرس الذي يعد غالبية ديموقراطية، يمكن أن يخفض المساعدة الأميركية إلى إسلام آباد، إذا لم تحقق تقدماً في مكافحة تنظيم"القاعدة"وحلفائه. ونقلت خدمة"نيويورك تايمز"عن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية أن قرار توجيه رسالة في هذا الشأن إلى مشرف، يأتي بعدما خلص البيت الأبيض إلى أن الرئيس الباكستاني"لا يحترم التعهدات التي قطعها لبوش". وأشارت"نيويورك تايمز"إلى تأكيد مشرف خلال زيارة البيت الأبيض في أيلول سبتمبر الماضي، أن اتفاق السلام الذي ابرم مع قادة القبائل في الحزام الحدودي المحاذي لأفغانستان، لن يؤثر في حملة ملاحقة قادة"طالبان"و"القاعدة"في شمال غربي باكستان. لكن مسؤولي الاستخبارات الأميركية خلصوا أخيراً، إلى أن"العمل جار على إعادة تشكيل البنى التحتية الإرهابية"في تلك المنطقة. وأفاد بيان باكستاني بعد لقاء مشرف - تشيني أن نائب الرئيس الأميركي عبر عن"قلق الولاياتالمتحدة الشديد"من معلومات استخباراتية أميركية عن هجوم وشيك تعتزم حركة"طالبان"شنه ضد قوات التحالف في أفغانستان. كما عبر تشيني عن مخاوف واشنطن من"تجمع عناصر القاعدة في المناطق القبلية"الباكستانية ودعا إلى"جهد مشترك للتصدي لهذا التهديد". لكن البيان الباكستاني نقل عن تشيني انه"يثمن الدور المحوري الذي تقوم به باكستان في مكافحة الإرهاب"، ودعوته إلى"تعزيز العلاقات بين الحليفين في الحرب على الإرهاب". ورد مشرف بتأكيد ان"طالبان"تتحرك في أفغانستان، وان القوات الباكستانية والأفغانية والأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي يجب أن تتحمل"مسؤولية مشتركة للعمل على وقف تسلل"الناشطين عبر الحدود الباكستانية - الأفغانية التي تمتد 2500 كلم. ونقلت"نيويورك تايمز"عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أنها قررت إيفاد تشيني إلى إسلام أباد لإبلاغها"رسالة حازمة"، تطالب مشرف بالوفاء بتعهداته لبوش. وأشارت الصحيفة إلى أن نائب مدير الاستخبارات المركزية سي آي إي ستيف كابيس رافق تشيني لإطلاع مشرف على معلومات استخباراتية لدى واشنطن عن إعادة"القاعدة"بناء معسكرات لها في مناطق القبائل الباكستانية. وقللت الخارجية الباكستانية من أهمية التقارير عن التلويح بقطع المساعدات الأميركية لباكستان أو خفضها، ووصفتها بأنها"تقارير خيالية لا تمثل موقفاً رسمياً للإدارة الأميركية". وافادت مصادر مطلعة في باكستان ان مشرف كان يراهن على تفهم الأميركيين الحاجة الى تعزيز سلطته عبر تفادي إجراءات تسبب له حرجاً في الأوساط الشعبية الباكستانية المناوئة للسياسات الأميركية. لكن ذلك قوبل بتشدد الديموقراطيين في الكونغرس الأميركي ومطالبتهم الإدارة بإبلاغ إسلام آباد بضرورة بذل المزيد في مكافحة الإرهاب. ومن إسلام آباد، توجه تشيني إلى كابول للبحث مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي في مكافحة تمرد"طالبان". وأدى تراكم الثلوج الى تأخر انتقال تشيني من قاعدة بغرام الجوية إلى القصر الرئاسي في العاصمة الأفغانية، ما أدى الى تأجيل اللقاء ساعات. كذلك حملت وزيرة الخارجية البريطانية تحذيراً الى باكستان من ان شبكة"القاعدة وشبكات إرهابية أخرى، تشكل تهديداً مشتركاً لأمن بريطانياوباكستان، يجب مواجهته معا". وقالت بيكيت في مؤتمر صحافي ان"القاعدة والحركات المرتبطة بها، تشكل تهديداً مشتركاً لمجتمعنا، والقضاء على هذا التهديد يتطلب تنسيقاً وتعاوناً بين بلدينا". وشددت على ان من مصلحة باكستانوبريطانيا انبثاق"أفغانستان سلمية ومستقرة". واعلنت بريطانيا امس نيتها في ارسال 1400 جندي اضافي الى افغانستان.