شهدت بعض احياء بغداد امس حملة دهم واسعة، فيما اعلنت قوات الشرطة والجيش اغلاق المداخل الرئيسية لأحياء الدورة والغزالية والسيدية"بحثاً عن ارهابيين مطلوبين وخلايا ميليشيات مسلحة تقطن تلك المناطق". الى ذلك، طالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، قوات الأمن العراقية بتولي تنفيذ الخطة الأمنية بدلاً من القوات الأميركية. واكد العميد قاسم الموسوي، الناطق باسم خطة"فرض القانون"التي انطلقت في بغداد منذ اكثر من عشرة ايام ل"الحياة"ان عمليات الدهم والتنظيف الواسعة ضد العناصر المسلحة والميليشيات ساهمت بشكل كبير في عودة الحياة الطبيعية الى أحياء بغداد التي كانت تعاني من انغلاق تام على الميليشيات والعناصر المسلحة، ونزحت منها مئات العائلات نتيجة التهجير الطائفي". وقال ان"انتشار القوات الامنية في احياء الجهاد والعامرية والبياع وشارع حيفا ساهم في عودة الحياة الطبيعية الى تلك الاحياء وبدأ الاهالي هناك ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، فيما فتحت غالبية المحلات التجارية ابوابها بعد مرور اكثر من ثلاثة شهور على اغلاقها بسبب تهديدات المسلحين والميليشيات". ولفت الى عودة 900 عائلة الى مناطق سكنها في الاحياء المذكورة بعدما أخرجت قام القوات الامنية العناصر المسلحة والميليشيات من المنازل التي استولت عليها". وقال ان"النتائج الرئيسية التي حققتها الخطة منذ بدء اطلاقها قبل اكثر من عشرة ايام تمثلت بإعادة 900 عائلة مهجرة الى منازلها والقبض على اكثر من 500 شخص من العناصر الارهابية والميليشيات والاستيلاء على اطنان من الاسلحة التي تم اخفاؤها في منازل المهجرين، وفوق سطوح المنازل، فضلاً عن عودة الحياة الطبيعية الى الكثير من الاحياء التي استولت عليها الفصائل المسلحة وفرضت عليها قوانين خاصة حرمت الكثيرين من مزاولة اعمالهم بشكل طبيعي". وعن النتائج التي توصلت اليها التحقيقات الاخيرة في استخدام غاز الكلور في استهداف المواطنين والاجراءات الامنية التي تم اتخاذها، قال الموسوي ان"القيادات العليا للأجهزة الأمنية لديها تصور كامل للقضية والتحرك العسكري لوضع اليد على المصادر الرئيسية لإنتاج غاز الكلور". وأوضح ان الجماعات الارهابية لجأت الى استخدام اساليب عدة"لإثارة الرعب بين الناس، واشعار المواطنين بعدم جدوى الخطة الامنية في معالجة الازمة الحالية". وتابع ان خطة"فرض القانون"تهدف الى"فرض هيبة الاجهزة الامنية على الشارع العراقي وكسر هيبة العناصر الخارجة عن القانون بجميع اشكالها". وقال:"لا مكان للخارجين عن القانون بمختلف خلفياتهم السياسية والايدلوجية، وستطيح الاجهزة الامنية جميع المسميات الاخرى للعناصر المسلحة". الى ذلك، دعا الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر أمس قوات الامن الى"الاخذ بزمام المبادرة وقيادة الخطة الامنية في بغداد بدلاً من القوات الاميركية". وقال الصدر في بيان تلاه الشيخ عبد الزهرة السويعيدي، مدير مكتبه في بغداد أمام الآلاف من أنصاره في مدينة الصدر"أقول للقوى الامنية العراقية المتمثلة بالجيش والشرطة انكم لقادرون على حماية العراق وشعبه ... بايمانكم وتضحيتكم وصبركم وبترابطكم ومحبتكم لشعبكم لا بالمحتل وطائراته ودباباته". واضاف:"لا خير في خطة أمنية يتحكم بها اعداؤنا المحتلون ... فابتعدوا عنهم يبعد الله عنكم الشرور والأذى انه على ذلك من القادرين". وتابع:"اجعلوا من خططكم عراقية مستقلة لا طائفية ولا ديكتاتورية لتكونوا من المنتصرين وابتعدوا عن الظلم وأذى الآخرين حتى لا تكون للآخرين عليكم حجة فسمعتكم سمعة العراقي فأنتم مؤتمنون على الشعب وأرضه وماله وعرضه فاياكم والخيانة". ولا يعرف مكان مقتدى الصدر في الوقت الراهن. وكان مسؤولون عراقيون واميركيون اكدوا عشية اطلاق الخطة الامنية الجديدة في بغداد في 14 شباط فبراير الجاري انه غادر العراق. وقال سامي العسكري، مستشار المالكي انه في إيران وسيعود قريباً. ولكن مسؤولي التيار الصدري يصرون على نفي مغادرته العراق من دون ان يعلنوا مكانه. واعتبرت وزارة الدفاع الاميركية في تقرير أخير ان"جيش المهدي"التابع للصدر اكثر المجموعات المسلحة"تورطا في العنف الطائفي".