فر آلاف الصوماليين من سكان مقديشو، أمس، بعد اشتباكات عنيفة بين الجيش الإثيوبي ومسلحين مجهولين أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص. ودعا الصليب الأحمر الدولي إلى حماية المدنيين العالقين في المعارك بين القوات الصومالية والإثيوبية وفلول"المحاكم الإسلامية". وقال آدم ديرير وهو أحد سكان جنوب مقديشو:"شعرت بخوف شديد بعدما سمعت انفجاراً هو الأعنف على الاطلاق في العاصمة ... كنت في ما مضى أصر على البقاء في مقديشو، لكنني الآن أصر على المغادرة". وأشارت ساهرو علي محمد، وهي أم لخمسة أطفال، إلى أن المنازل في الحي الذي تسكنه أصبحت خاوية. وأضافت وهي تفر مع عائلتها، ان"الناس لا يستطيعون تحمل القصف المدفعي الكثيف وتبادل قذائف الهاون". وتأتي موجة النزوح الجديدة بعد يوم من الاقتتال الأعنف في العاصمة منذ طردت قوات الحكومة الصومالية والجيش الإثيوبي الإسلاميين من البلاد نهاية كانون الاول ديسمبر الماضي. وقُتل عشرة أشخاص الليلة قبل الماضية، بينهم خمسة أطفال في الاشتباكات. وكان بين النازحين سكان من شمال المدينة، على رغم أن المنطقة لم تشهد أي أعمال عنف. إلى ذلك، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى حماية المدنيين في مناطق الاشتباكات في الصومال. وقالت في بيان أمس إنها"قلقة جداً لمحنة المدنيين الذين يوجدون في مناطق تقع فيها اشتباكات، وتدعو مختلف الأطراف المتحاربة إلى الالتزام بقواعد القانون الإنساني الدولي". وأضافت أنها قلقة أيضاً لمصير المعتقلين للاشتباه بانضمامهم إلى"المحاكم"، خصوصاً أن أسرهم لا تعرف شيئاً عن مصيرهم. ودعت اللجنة التي عززت دعمها لمستشفيي كيساني والمدينة في مقديشو مختلف الأطراف إلى ضمان وصول المصابين للمرافق الطبية. وطالبت بتجنب استهداف العاملين في الإغاثة والطواقم الطبية والمستشفيات. وكشفت أن أكثر من 430 جريحاً دخلوا اثنين من مستشفيات العاصمة الثلاثة، كما أن عدد القتلى يقدر بالعشرات.