تعززت أمس المخاوف من اندلاع حرب اقليمية في منطقة القرن الأفريقي، بعد تحرك مروحيات ودبابات إثيوبية للمشاركة في القتال الدائر بين الأفرقاء الصوماليين حول آخر معاقل الحكومة الانتقالية الضعيفة في بيداوة. ودعت الأممالمتحدة إلى"وقف فوري"للمعارك التي أسقطت مئات القتلى خلال أقل من أربعة أيام، فيما حذرت أديس أبابا من"نفاد صبرها"على"المحاكم الإسلامية". وأعلنت مصادر في الحكومة الصومالية أن نحو 20 دبابة وأربع مروحيات قتالية إثيوبية، ترافقها قوات حكومية وشاحنات عسكرية، تحركت أمس إلى ساحة المعارك الدائرة لليوم الرابع بين الإسلاميين والقوات الحكومية في محيط بيداوة، في حين أكدت"المحاكم"أنها ستدفع اليوم بقوات برية لشن هجوم شامل. وقال القيادي في"المحاكم"إبراهيم شكري:"سنبدأ هجومنا الحقيقي ضد الغزاة. ولن نتوقف حتى نطرد الإثيوبيين من بلادنا". وحذرت أديس أبابا الإسلاميين من"نفاد صبرها"، وطالبتهم بإنهاء"أنشطتهم المناهضة لإثيوبيا". وقالت وزارة الخارجية في بيان أمس، إن"الوضع في الصومال انتقل من سيئ إلى أسوأ. وتحلّت إثيوبيا بالصبر حتى الآن. لكن هناك حداً لذلك". غير أن الإثيوبيين رفضوا نفي مشاركة دباباتهم ومروحياتهم في القتال أو تأكيده. وتزيد هذه المشاركة من مخاطر القتال المتواصل الذي يخشى مراقبون أن يتسع ليشمل منطقة القرن الأفريقي كلها. ودعت الأممالمتحدة إلى"إنهاء فوري"للقتال، لاعتبارات إنسانية. وأنهى استمرار المعارك أمس مبادرة الاتحاد الأوروبي الذي أعلن أن الأطراف الصوماليين وافقوا على استئناف محادثات السلام ووقف القتال، بعد زيارة للمفوض الأوروبي للمساعدات والتنمية لوي ميشال الذي التقى زعماء الجانبين. وأرسلت الدبابات إلى جبهتي ايدالي وداينوناي. وفر آلاف من سكان المنطقتين إلى مقديشو التي تسيطر عليها"المحاكم". إلا أن المعارك تمددت إلى دنسور القريبة من بيداوة، كما أعلن الإسلاميون أن القوات الاثيوبية تتحرك جواً وبراً صوب جالكايو، وهي بلدة استراتيجية وسط الصومال تسيطر عليها سلطات"بلاد بونت"المتحالفة مع الحكومة. وأكد نائب صومالي أن بيداوة مهددة بالسقوط في أيدي الإسلاميين. لكنه أضاف أن مئات الجنود الاثيوبيين يتوافدون على المدينة. وكان زعيم"المحاكم"الشيخ حسن ضاهر عويس اعتبر أن بلاده"في حال حرب مع اثيوبيا"، بعد اندلاع القتال الذي تزامن ونهاية مهلة حددها الإسلاميون لأديس أبابا لسحب قواتها، وإلا واجهت"حرباً واسعة". وأعلن كلا الجانبين أنه قتل مئات من مقاتلي الطرف الآخر. وأكدت"اللجنة الدولية للصليب الأحمر"أمس أن"عشرات القتلى على الأقل"سقطوا خلال المعارك، وأن المستشفيات"استقبلت ما لا يقل عن 200 جريح منذ الأربعاء"، معربة عن"قلقها الشديد بشأن مصير المدنيين الذين قد يقعون ضحية المعارك". وأعلنت الحكومة أمس أن قواتها قتلت"أكثر من 500"مقاتل إسلامي خلال المعارك. وقال وزير الإعلام علي جامع إن"معظم القتلى أطفال أبرياء أرسلوا إلى الجبهة، وأمر محزن أننا اضطررنا إلى مقاتلتهم". وأضاف أن"الحرب مستمرة وهم من أعلنوا الحرب الشاملة. الناس لا يفكرون في مفاوضات السلام الآن... سنستمر ما داموا يهاجموننا. وإذا لم يتوقفوا سنتقدم نحو مواقعهم".