أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس أن أكثر من 400 "ارهابي" قُتلوا واعتقل مثلهم تقريباً منذ بدء الخطة الأمنية في بغداد قبل عشرة أيام تقريباً. جاء ذلك في حين قُتل 15 عراقياً على الأقل في سلسلة انفجارات وأعمال عنف متفرقة، في حين أعلنت القوات العراقية أنها قتلت عشرات من أعضاء"الجيش الاسلامي في العراق"في عملية على مقر لهم في منطقة المشاهدة شمال بغداد. واعتبر رئيس الوزراء العراقي أن"هناك بعض الناس يحن الى الماضي... يحملون أجندات سياسية وجدوا أنها أصبحت امام عاصفة... فمن الطبيعي أن نسمع منهم تصريحات غير سليمة وسلبية". وتابع:"قد نعذرهم اذا أدلوا بتصريحات سيئة لكن لن نسمح لهم الى الأبد بالاستمرار بها". ورأى أن"قانون مكافحة الارهاب والمصلحة الوطنية العليا تقتضي الالتزام ووحدة الخطاب على جميع المشاركين في العملية السياسية... وعلى من هم خارج العملية السياسية أن يعلموا بأن عليهم أن يحترموا القرار الوطني وارادة الشعب العراقي التي عبر عنها من خلال صناديق الانتخابات". وقال إن خطة أمن بغداد لن تقتصر على العاصمة لأنه"عندما تنتهي في المحيط المحدد لها، لن تقف عند هذا الحد، وإنما ستخرج لملاحقة الارهابيين وفي كل المحافظات". أمنياً، قالت مصادر في الشرطة إن"مدنيين على الاقل قُتلا وأُصيب ثمانية آخرون في تفجير بسيارة مفخخة استهدف دورية للشرطة قرب مبنى المتحف الوطني العراقي في منطقة العلاوي وسط بغداد". كما عثرت الشرطة على خمس جثث في أنحاء متفرقة من بغداد أول من أمس. وأعلن مصدر في وزارة الدفاع العراقية"مقتل مدنيين واصابة أربعة آخرين في تفجير بسيارة مفخخة استهدف دورية مشتركة للقوات العراقية والاميركية في حي الجامعة"غرب العاصمة. وأفاد المصدر ذاته أن"مدنياً قُتل وأُصيب خمسة آخرون في انفجار قنبلة وضعت داخل حافلة صغيرة في شارع الجمهورية في سوق الشورجة وسط بغداد". وأكدت مصادر أمنية أن عشرة أشخاص أُصيبوا بجروح اثر سقوط عدد من قذائف الهاون على عدد من المنازل في منطقة أبو دتشير جنوببغداد. كما أعلن مصدر أمني"مقتل شخص وإصابة 14 آخرين بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة نتيجة سقوط قذيفتي هاون في منطقة الشعلة شمال بغداد". وفي بعقوبة، اعلن مصدر في الشرطة"مقتل شخصين في هجوم مسلح استهدف المدنيين في قضاء المقدادية". وقُتل شخصان في هجوم آخر استهدف المدنيين في منطقة أبو تمر التابعة لقضاء الخالص 80 كلم شمال شرقي بغداد، بحسب المصدر ذاته. إلى ذلك، أكد مدير مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية العراقية العميد عبدالكريم خلف أن عشرات من أعضاء"الجيش الاسلامي في العراق"قُتلوا خلال عملية نفذتها قوات الشرطة العراقية مدعومة باسناد جوي أميركي. وقال خلف إن"العملية استهدفت أحد مقرات الجيش الاسلامي في المشاهدة شمال بغداد وتمت تنفيذاً لتوجهات وزير الداخلية بضرب حاضنات الارهاب في محيط بغدادوالمحافظات القريبة لدعم خطة فرض القانون"التي بدأ تنفيذها في العاصمة العراقية في منتصف شباط فبراير الجاري. وأضاف خلف:"القينا القبض على قائد الجيش الاسلامي في شمال بغداد سعد اكرم خليفة". يذكر أن"الجيش الاسلامي"هو إحدى أولى المجموعات السنية المسلحة التي شُكلت في العراق بعد غزوه في 2003، وتضم بعثيين وضباطاً من جيش صدام حسين. وفي هذا السياق، أعلن الجيش الاميركي في بيان أن قوات"التحالف"بقيادة الولاياتالمتحدة اعتقلت 12 شخصاً يُشتبه في انتمائهم الى تنظيم"القاعدة"خلال عمليات دهم استهدفت شبكة تسهل دخول مقاتلين أجانب في مناطق متفرقة في العراق. وأوضح البيان أن"قوات التحالف اعتقلت ثلاثة ارهابيين مرتبطين بخلية تعمل على تسهيل دخول مقاتلين اجانب الى الفلوجة"، مشيراً الى أن"المعلومات الاستخباراتية تفيد أن المشتبه بهم مرتبطون بقياديين كبار في التنظيم". وأضاف أن"قوة اميركية اعتقلت في الموصل خمسة أشخاص مرتبطين بتنظيم القاعدة، ويعملون على تمويل المتمردين في العراق من خلال جلب الأموال من دول الجوار"، لافتاً الى ان"شخصاً آخر اعتقل في الموصل أيضاً يُشتبه في صلته بعمليات لتمويل تنظيم القاعدة خلال عملية دهم". وأوضح أن"الجنود عثروا على مبالغ كبيرة من الأموال بالعملة المصرية والسورية، اضافة الى جوازات مزورة وهويات مختلفة". وأكد اعتقال ثلاثة مشتبه بهم آخرين في منطقة العامرية غرب بغداد بينهم قيادي كبير مسؤول عن خلية لصنع السيارات المفخخة. من جهة ثانية، أفاد الجيش الأميركي أن مسلحين من تنظيم القاعدة في العراق كان يعدون لانتاج قنابل كيماوية بدائية باستخدام الكلور في مصنع لتفخيخ السيارات اكتشف الاسبوع الماضي في غرب بغداد. وتابع الجيش أن المصنع الذي عُثر عليه في الكرمة شرق الفلوجة مرتبط بهجمات نفذت أخيراً، واستخدم فيها الكلور لتحويل المتفجرات الى أسلحة كيماوية تطلق غازاً خانقاً سبب الإعياء لعشرات الأشخاص. وقالت اللفتنانت - كولونيل فاليري كيفيني خلال مؤتمر صحافي عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من محافظة الانبار ان القوات الأميركية عثرت على منشورات دعائية للقاعدة واسطوانات رقمية تفاعلية في المصنع الذي دوهم الثلثاء الماضي. وأضافت أن"هذا بالطبع دليل على أن القاعدة تحاول تعديل تكتيكاتها الهجومية. هل هذا تهديد؟ نعم... هل نحن مستعدون للتعامل معه... نعم". وتسببت قنبلتان هذا الاسبوع استخدم فيهما الكلور في مقتل ثمانية أشخاص على الأقل في بغداد والتاجي شمال بغداد. وأصابت القنبلتان بالاعياء عشرات آخرين شكوا من الشعور بالاختناق بعد استنشاق الغاز الذي انطلق بعد الانفجار. وفي مصنع الكرمة عثرت القوات الامريكية على خمس سيارات وقذائف مورتر ومدفعية وقنابل بدائية وحاويات مليئة بغاز البروبان وثلاثة براميل مليئة بالكلور. كما عُثر على ثلاثة براميل أخرى تحوي"نيتروغلسرين"وهو مادة كيماوية تسرع الانفجار. وقال الكابتن مات غريغوري قائد الوحدة التي اكتشفت المصنع:"كان لديهم جميع الذخائر والسيارات. الكيماويات التي عثر عليها لم تحول لاسلحة بعد لكنهم على الارجح كانوا يخططون لاستخدامها". واعتقل عراقي خلال المداهمة.