لا شك في ان بوابة عبور الممثل السوري الشاب تيم حسن الى عالم النجومية كانت من خلال مسلسل"نزار قباني"، حيث قدم شخصية الشاعر السوري في شكل لفت اليه الأنظار، وأهله لدخول الدراما المصرية من الباب العريض من خلال مسلسل"الملك فاروق"الذي يجسد دور البطولة فيه. بداياته كانت مع مسلسل"الزير سالم"، قبل ان يشارك في مجموعة من الأعمال ذات الصبغة التاريخية، مثل"صلاح الدين"وپ"ملوك الطوائف"وپ"ربيع قرطبة"وپ"صقر قريش". ومن الدراما التاريخية تحول الى الدراما الاجتماعية، إذ شارك في مسلسل"بتاخدني الايام"و"الانتظار"، ثم"المتنبي"و"نزار قباني"الذي يقول عن دوره فيه:"إنه بلا شك أحد أهم الأدوار الذي قدمته وأشده صعوبة بالنسبة إليّ كممثل، نظراً الى شخصية الشاعر الكبير وعدم سهولة تقمصها. من هنا عملت على الدور كثيراً، وأخذ مني جهداً وتركيزاً كبيرين. والحمد لله وفقت، وحقق لي مكانة طيبة بين الجمهور. أما الدور الذي أعتبره الاهم في حياتي، فهو تجسيدي لشخصية"الملك فاروق"، بعدما رشحني المخرج السوري حاتم علي له، علماً انه جمعتني بهذا المخرج أعمال أعتز بها. وقد التقت رغبته في اختياري مع الكاتبة لميس جابر التي أثنت على أدائي بعدما شاهدت لي أكثر من عمل درامي، وأكدت درجة التشابه بيني وبين الملك فاروق ووضعت ثقتها فيّ لتجسيد هذه الشخصية التي أراها من أكثر الشخصيات الدرامية ثراء". وعن استعداده لهذا الدور، يوضح حسن انه إضافة الى عقده جلسات عمل مع المخرج والمؤلفة، الا انه استعان أيضاً بكل ما كتب عن الملك فاروق، سواء ايجاباً أو سلباً. كما استعان بالمواد المصورة له في مختلف مراحله العمرية لتكون تلك المواد بالنسبة إليه بمثابة مرجع يستند إليه عند تجسيده الدور". الفن ليس له وطن ولا يخفي حسن انه حضر الى القاهرة وفي داخله رعب كبير، ويقول:"وضعت في حساباتي ان هناك أصواتاً ستهاجمني كسوري في دور آخر ملوك مصر، إلا أنني أرد على تلك الاصوات بأن الفن ليس له وطن، ولا أرى أن الأمور تحسب بهذه الطريقة. فالدور مرشح له اكثر من نجم، أبرزهم الفنان الكبير يحيى الفخراني، واعتبر نفسي محظوظاً إذ ألعب دوراً رُشّح له فنان بمستوى الفخراني فهو صاحب موهبة كبيرة وروح إنسانية شديدة الرقي. ويكفي أنه كان من اوائل المهنئين لي في أول يوم تصوير". وحول التصور المبدئي الذي وضعه للمراحل العمرية المختلفة للشخصية، يوضح حسن انه يصور حالياً أيام فاروق في شبابه، وقد اتفق مع حاتم علي على وضع شعر مستعار يتناسب مع شكل فاروق في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين. كما اكد أنه سيلبس كيساً ضخماً تحت ملابسه اثناء تصوير مشاهد تقدّمه في العمر كي تبدو عليه السمنة المفرطة، نظراً الى تغير ملامح الملك في آخر أيامه، قبل قيام ثورة تموز يوليو، اذ بلغ وزنه أكثر من 110 كيلوغرامات. ويقول حسن أنه يفكر في هذا الدور ليل نهار، ويسعى الى تقديم فاروق الظالم والمظلوم، إذ"تعرض هذا الملك للكثير من الافتراءات في كتب التاريخ، لكن المسلسل يتعامل معه بحياد ويناقش الشخصية في سلبياتها وايجابياتها". انفتاح درامي وعن التواجد السوري في الدراما المصرية في شكل مكثف أخيراً، الى حد وصف البعض له بالهجمة السورية، رفض حسن تبني هذا التعبير، خصوصاً انه يرى أن نجاح الممثلين السوريين في أعمال مصرية، ظاهرة ايجابية، ويتمنى لها ان تمتد الى بقية الدول العربية، بحيث"يحدث انفتاح بين بلدان العالم العربي، فيقوم فنانون من مصر بالتمثيل في سورية، وآخرون من لبنان في المغرب... ما يصنع دراما أكثر ارتباطاً وتميزاً". وعما إذا كان صادف صعوبة في اتقان اللهجة المصرية، يؤكد حسن أنه استعد جيداً لأداء الشخصية، وحصل على تدريب جيد على اللهجة المصرية، ساعده على ذلك حرصه على التحدث إلى زملائه المصريين في العمل بلهجتهم". ويضيف أنه يشعر بسعادة بالغة للعمل مع ممثلين مصريين، منهم نبيل الحلفاوي ووفاء عامر ومنة فضالي وإيناس مكي وهادي الجيار. ولا يخفي انه عرضت عليه بعض المشاريع السينمائية والتلفزيونية في مصر مثل زملائه باسم ياخور وسلاف فواخرجي وجومانة مراد، إلا أنه أجل الاتفاق على أي عمل إلى حين عرض"الملك فاروق"ومعرفة كيفية استقبال الجمهور له.