لن يكون الموسم الدرامي المقبل في مصر مصرياً خالصاً لا سيما أن عددًا كبيرًا من منتجي السينما يحرصون حالياً على استقطاب نجوم الدراما السورية في محاولة للحد من سيطرة النجم المصري على تفاصيل العمل وتدخله في كل صغيرة وكبيرة، إضافة إلى استغلال النجاح الذي حققه النجم السوري جمال سليمان في مسلسله"حدائق الشيطان". وبعيداً من مفهوم الريادة المصرية وما شابه ذلك، نعتقد بأن في عصر الفضائيات المفتوحة صار من الطبيعي أن نشاهد مسلسلاً يكتبه مؤلف مصري ويخرجه مخرج سوري أو أردني ويشارك في بطولته نجوم من مختلف الدول العربية، ما شجع بعض منتجي الدراما المصرية على التعاقد مع مجموعة من نجوم الدراما السورية، ومنهم أيمن زيدان وسوزان نجم الدين وسولاف فواخرجي مرشحة لتجسيد دور روز اليوسف، وتيم حسن يجسد شخصية الملك فاروق في عمل يخرجه حاتم علي. وهناك عمل جديد يحضر له المؤلف وحيد حامد من بطولة يسرا، ومرشح لإخراجه المخرج الأردني محمد عزيزية. أما النجم السوري باسم ياخور فيشارك في الفيلم السينمائي"خليج نعمة". الاكيد أن حال التداخل في العناصر الفنية بين الانتاج المصري والسوري ستربك حسابات بعض الفنانين المصريين. فإذا كان كثر منهم أعلنوا ترحيبهم باستقطاب الفنانين السوريين، بدعوى أن مصر هي أم الفنون، فإن غيرهم يرى أن في الاستعانة بسواهم من النجوم العرب تقليلاً من شأنهم. وهو كلام يدور في الكواليس ويحاول النجوم إخفاءه وعدم البوح به إلا في مجالسهم الضيقة. ولعل هذه الأجواء هي التي دفعت المخرج السوري حاتم علي في شكل مستمر على التأكيد في تصريحاته الصحافية منذ أن حل على مصر أنه قام بترشيح مجموعة من الفنانين المصريين لتجسيد دور"الملك فاروق"إلا أنهم اعتذروا لأسباب مختلفة... ومن هؤلاء النجم يحيى الفخراني الذي كان يحلم بتقديم هذا المشروع، لكن عامل تقدمه في السن لم يلعب لمصلحته، إضافة الى أحمد السقا وأحمد عز. وفي تصريحات علي نشتم خوفاً من هجوم مصري مقبل، خصوصاً بعد الواقعة الشهيرة التي هاجم فيها الفنان أحمد ماهر النجم جمال سليمان. ولا يخفى على أحد أن الأسماء التي طرحها علي لتجسيد الدور لا تصلح له، مع كامل تقديرنا لموهبتهم الفنية... وهذا ما أكدته أكثر الصور الفوتوغرافية التي نشرت للنجم السوري تيم حسن بماكياج الملك فاروق، إذ أظهرت هذه الصور أنه الأنسب لملامح الشخصية، إضافة الى كونه صاحب رصيد من الأعمال التاريخية يؤهله تماماً للإمساك بخيوط الشخصية بعد العمل عليها. من هنا ليس على علي أن يشعر بالحرج كونه استعان بنجمه السوري المفضل. وفي هذا السياق يجب أن يعرف الفنانون المصريون أن قوانين اللعبة الانتاجية تغيرت، وأن الآتي في جزء كبير منه لن يستسلم لسيطرة النجوم وشروطهم الصعبة لإنجاز أي عمل فني.