لا يختلف اثنان على ما شهدته مدينة العقبة الاقتصادية من تطور خلال السنوات الست الماضية. ومن يزورها اليوم يلمس عن كثب ما توفره من فرص اقتصادية وموقع استراتيجي عالمي. وبجهود سلطة منطقة العقبة الاقتصادية، استُقطبت استثمارات ومشاريع برؤوس أموال عربية ودولية ومحلية في كل المجالات الاقتصادية والسياحية والعقارية والخدمات، إضافة الى خدمات البنية التحتية. وفي الحفلة التي أُقيمت في مدينة العقبة في مناسبة مرور ست سنوات على إعلان العقبة منطقة اقتصادية خاصة، عرض رئيس مجلس مفوضي المنطقة الاقتصادية الخاصة نادر الذهبي في لقاء مع الإعلاميين ومديري المشاريع الاستثمارية وأصحابها، من مختلف الدول العربية والأجنبية الإنجازات التي تحققت منذ العام 2001، مؤكداً أنها كانت مؤشرات "تبشر بمستقبل مشرق لمنطقة تقع على البحر الأحمر وتعتبر نقطة التقاء أربع دول وثلاث قارات". وأظهرت مؤشرات قطاع السياحة ارتفاعاً، إذ زار المدينة 432 ألف سائح عام 2006، في حين بلغ عددهم عام 2001 نحو 238 ألف سائح، ما انعكس إيجاباً على قطاع النقل الجوي والبحري والبري، وبالتالي على قطاع الفنادق والمطاعم. ويلاحظ كل من يطلع على مؤشرات الإنجازات في هذه المنطقة ارتفاع مؤشرات قطاع الشحن وحركة التجارة والبضائع وتصاريح تأشيرات العمل والترخيص والتسجيل وغيرها. وتعمل سلطة العقبة الاقتصادية بالتعاون مع شركة"تطوير العقبة"التي أُنشئت عام 2004، لتسريع عملية التطوير، من خلال تفعيل الشراكة والاستثمار بين القطاعين العام والخاص لتصبح واجهة استثمارية آمنة. توفر منطقة العقبة الاقتصادية فرصاً ذهبية كثيرة للاستثمار، مثل غياب القيود على نسبة مساهمة الاستثمار الأجنبي في كل المجالات ووجود ميناء ومطار متكاملين لعمليات النقل والشحن، فضلاً عن فرض نسبة 5 في المئة ضريبة على الدخل الصافي لأي مشروع، باستثناء التأمين وخدمات النقل البري. كما تقدم إعفاء من الرسوم الجمركية على كل المستوردات باستثناء المركبات، إضافة الى إعفاء المؤسسات المسجلة من ضريبة الأبنية والأراضي. وباتت مشاريع كثيرة جاهزة وأخرى بُوشر تنفيذها، كمشروع"سرايا العقبة"الذي وُضع حجر الأساس له في كانون الثاني يناير 2006 ويُنجز عام 2009، ومشروع"واحة ايلا"وفندق"كمنسكي"و"هضاب تالا"و"شادونيا"و"منتجع البحر الميت"الذي تنجزه شركة"تعمير"الأردنية التي تأسست عام 2005 برأسمال حجمه 212 مليون دينار أردني. وأوضح المدير العام للشركة خالد الوزني أن مساحة المنتجع تصل الى 147.400 متر مربع ومساحة البناء 68 ألف متر مربع، والاستثمار 75 مليون دولار. ويضم المشروع 260 فيلا بسبعة تصاميم مختلفة وبيع منه نحو 60 في المئة حتى الآن". ويشار الى أن شركة"تعمير"تعتزم بناء 18 ألف وحدة سكنية تترواح مساحة الوحدة منها بين 80 و 180 متراً مربعاً لأصحاب المداخيل المحدودة والمتوسطة. ويصبح المشروع جاهزاً في خلال 6 سنوات، ويتراوح سعر الشقة بين 20 و 35 ألف دينار. وتمتد فترة التقسيط 30 سنة. لكن الى الآن لم يحدد مكان إقامة هذا المشروع الذي يحتاج الى نحو 2000 دونم. كما أن هناك مذكرات تفاهم مع عدد من الشركات لإنشاء مشاريع عقارية وسياحية أخرى كمشروع"هورايزن"و"القصبة"و"مدائن العقبة". وعن بناء ناطحات سحاب، أكد مفوض شؤون البنية التحتية والخدمات في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية عمر الروسان أن"لا نية ولا توجه في ذلك، ولا موافقة بهذا الشأن". وعزا السبب الى"الحفاظ على الطابع المعماري الذي يتناسب مع التراث والتاريخ وعلى جمال البحر، لأن العقبة منطقة ساحلية، وتؤثر ناطحات السحاب والابنية المرتفعة في المنظر الجمالي للمنطقة والجبال فضلاً عن جمال الطبيعة". وقال:"إننا في منطقة لا نستطيع فيها منافسة العالم والحضارات بالأبنية المرتفعة والمباني الشاهقة، ولكن نستطيع المنافسة بما نملك من تراث وحضارة وجمال طبيعة. لذا تُعتمد في عملية التخطيط الحضري عناصر معمارية تنسجم مع الطبيعة". وسجلت أسعار العقارات والأراضي في منطقة العقبة الاقتصادية ارتفاعاً تراوح بين 200 و 300 في المئة لسعر المتر المربع في 2005 - 2006. وأوضح الذهبي في اللقاء الإعلامي أن سلطة منطقة العقبة الاقتصادية وشركة"تطوير العقبة"تستهدفان"استقطاب استثمارات بنحو 12 بليون دولار نهاية عام 2020، بعد النجاح المحقق خلال السنوات الست الماضية". وتوقع"تأمين 70 ألف فرصة عمل عام 2020". وكشف عن تنافس خمس شركات متخصصة بنقل الموانئ، على مشروع نقل ميناء العقبة الرئيس الى الشاطئ الجنوبي، ولفت الى ان كلفة نقل هذه الموانئ"تبلغ بليون دولار بينما تصل كلفة الاستثمارات على ارض الميناء الحالي بعد نقله الى بليوني دولار". وعن إيرادات منطقة سلطة العقبة، أعلن أنها"تجاوزت 35 مليون دينار العام الماضي، وبلغت 60 مليوناً في السنوات الخمس الأولى من عمر المنطقة". وتحدث عن ميزات المناخ الاستثماري في منطقة العقبة الاقتصادية وما تقدمه من حوافز منافسة عالمياً، معتبراً أن مساهمة رأس المال العربي في الاستثمارات"نقطة مهمة في دفع عجلة نجاح مشروع العقبة الاقتصادية وتعزيزه". وأشار الذهبي الى أن سلطة منطقة العقبة الاقتصادية"تمكنت من استقطاب استثمارات حجمها 8 بلايين دولار في مشاريع ذات طابع سياحي وعقاري وخدمات لوجيستية، متجاوزة في ذلك الهدف الاستراتيجي للسلطة وبنسبة 133 في المئة الهادف الى استقطاب بقيمة 6 بلايين دولار استثمارات بحلول عام 2020". وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة"تطوير العقبة"عماد فاخوري أن الشركة"وقعت عقوداً لمشاريع استثمارية ب 3 بلايين دولار في السنوات الثلاث الماضية، إضافة الى عقود استثمارية تتعلق بمطار الملك الحسين في العقبة ب 50 مليون دولار". وأوضح أن شركة"العقبة للمطارات"هي الأولى المتخصصة في المنطقة وكذلك التجربة الأردنية. ولفت فاخوري الى الإنجازات وعمليات التحديث والتطوير المحققة في مرافق الشحن في مطار الملك الحسين، إضافة الى ما استقطبته شركة"تطوير العقبة"من استثمارات خاصة بأكاديمية الطيران وتدريب الطيارين والاستثمار في مجالات الرياضات الجوية، وإنشاء ناد ومركز شحن جوي حديث ومواقف تتسع ل 8 طائرات عملاقة". وأشار الى أن الشركة"استثمرت 20 مليون دولار في المطار لإعادة تأهيل البنية التحتية وتنظيمها ومواكبة التطورات في مجال الملاحة الجوية في ضوء التطورات العالمية". وأوضح أن قرارات كثيرة اتخذتها الشركة"لاستكمال تخصيص مرافق الموانئ بعد تقسيمها الى وحدات استثمارية، وبعد نجاح تجربة تخصيص ميناء الحاويات ودائرة الخدمات البحرية". وشملت نشاطات الاحتفال زيارات ميدانية للإعلاميين الدوليين والمحليين لأهم مواقع المشاريع الاستثمارية والتطويرية القائمة والتي هي قيد التنفيذ، منها مشروع"سرايا العقبة"الواقع في الطرف الغربي من المدينة حول بحيرة اصطناعية يضم أماكن مخصصة للسكن والترفيه والتسوق والأعمال. وتقدر كلفته بنحو 995.7 مليون دولار وكلفة البناء الإجمالية 700 مليون دولار، وسينجز المشروع عام 2009. ويتوقع أن يحدث مشروع"واحة ايلا"نقلة كبيرة تتمثل في توسيع مساحة الشاطئ 19 كيلومتراً. وسيوفر 2800 وحدة سكنية و 1500 غرفة فندقية، وسينجز خلال 9 أعوام بكلفة 1.2 بليون دولار. كما شملت الجولة مشروع"الكرامة"السكني و"منتجع البحر الاحمر"الذي تنفذه شركة"تعمير"الأردنية، وأُنجز منه 50 في المئة باستثمارات بلغت 75 مليون دولار.