قللت الحكومة العراقية من أهمية الهجمات على مواقع الجيش والشرطة، واعتبرتها رداً طبيعياً على الخطة الأمنية التي بدأ تطبيقها في بغداد منذ أسبوع. وفي عملية جريئة شن مسلحون أمس هجوماً انتحارياً على موقع للجيش الأميركي أسفر عن مقتل جنديين. وقتل في سلسلة هجمات أخرى 40 عراقياً. الى ذلك يخوض مجلس العشائر في الأنبار صراعاً مسلحاً مع تنظيم"القاعدة"الذي أعلن"دولة اسلامية"في المحافظة، وقتل 24 شخصاً من عشائر البوريشة والبوفراج في منطقة الجزيرة في عمليات نفذها التنظيم. وجاء الهجوم، الذي قال الجيش الأميركي ان المسلحين استخدموا فيه سيارة ملغومة يقودها انتحاري، فيما ينتشر عشرات الآلاف من القوات الاميركية والعراقية في أنحاء العاصمة، تحدياً جديداً تواجهه الخطة الأمنية. كما تصاعد العنف في مناطق تقع الى الغرب والشمال من بغداد، مخلفاً أكثر من 20 قتيلاً بينهم 13 من عائلة واحدة تعرضوا لمكمن قرب الفلوجة لدى عودتهم الى ديارهم بعد المشاركة في عزاء. وفي أعنف هجمات، قالت الشرطة ان مسلحين يشتبه في أنهم من"القاعدة"أنزلوا أفراد العائلة العائدين من العزاء من حافلة صغيرة في وضح النهار وأطلقوا عليهم النار فأردوهم قتلى، بعدما اكتشفوا أنهم من عشيرة سنية تعارض"القاعدة". وفي الرمادي عاصمة الانبار، قتل انتحاريان 11 شخصاً عندما استهدفا منزل عبدالستار البزيع وهو زعيم عشائري قاد حملة دعمتها الحكومة لقتال"القاعدة". وقال شهود ان أحد الانتحاريين صدم سيارته الملغومة بأسوار خارج منزله وبعدها فجر انتحاري آخر شاحنته بالقرب من المنزل. والى الشمال من بغداد قتل انتحاري بسيارة ملغومة استهدف بها منزل قائد محلي في الجيش خمسة أشخاص بينهم جندي وأصاب عشرة. وفي وسط بغداد قتل أربعة أشخاص عندما انفجرت قنبلة في حافلة صغيرة في حي الكرادة، وهو منطقة غالبية سكانها من الشيعة، لكن مسيحيين أيضا يعيشون فيها. وشاهد مصور"رويترز"أربع جثث متفحمة ملقاة في الشارع بعد الانفجار الذي أطاح سقف الحافلة. وفي حي الزعفرانية جنوببغداد، وهو أيضا منطقة شيعية، قالت الشرطة ان قنبلتين مزروعتين على الطريق انفجرتا مستهدفتين دورية للشرطة، أسفرتا عن سقوط ستة قتلى وإصابة 40. وفي الأنبار أيضاً علمت"الحياة"أن ال11 قتيلاً من عشائر"البوريشة"قضوا في منطقة الجزيرة في الرمادي. وقال رئيس"مجلس إنقاذ الأنبار"الشيخ ستار أبوريشة ل"الحياة"ان"سيارة مفخخة انفجرت في مدخل مضرب القبيلة أودت بحياة اثنين من الحرس تبعتها شاحنة ملغمة كبيرة استهدفت أحد المنازل وأودت بحياة أربعة أطفال وامرأتين وثلاث رجال". الشيخ ابو ريشة أقر بضراوة المواجهة التي تقودها العشائر المتحالفة معه ضد عناصر"القاعدة". وقال ان الهجوم الأخير جاء"رداً على مقتل 12 من عناصر"القاعدة"في مواجهات داخل الرمادي". لكنه اشار في الوقت ذاته الى ان مشروع"دولة العراق الاسلامية"ليس سوى إعلان افتراضي لا يمت بصلة الى الواقع مع وجود مجموعات مسلحة قوية أخرى ك"الجيش الاسلامي"و"كتائب ثورة العشرين"و"جيش المجاهدين"و"جيش الراشدين"وسواها. ردود فعل"القاعدة"العنيفة ضد معارضيها في الانبار شملت أمس أيضا، حسب تقارير رسمية، أكدها الشيخ ابوريشة، قتل عائلة من عشيرة البوفراج كانت متجهة من الانبار الى سامراء لمجرد إعلان زعمائها الانضمام الى"مجلس انقاذ الانبار". وتتجنب المجموعات المحسوبة على"المقاومة الوطنية"في الانبار الخوض في الصراع الدامي بين"القاعدة"والعشائر. لكنها، على ما قال قيادي في"الجيش الاسلامي"، لا تنجح دائما في"تجنب تبعات الحرب المحلية المعلنة".