قُتل 70 عراقياً بينهم 45 سقطوا في انفجار استهدف سوقاً شعبية في مدينة الحلة، في حين أعلنت الحكومة أن لدى جماعة "جند السماء" التي قتل وجرح مئات من أعضائها في عملية أميركية - عراقية، ارتباطات "داخلية وخارجية". وقالت مصادر طبية وأمنية عراقية إن ما لا يقل عن 45 شخصاً قُتلوا وأُصيب 150 آخرون بجروح في ثلاثة انفجارات انتحارية ليل أمس وسط سوق شعبية في مدينة الحلة كبرى مدن محافظة بابل جنوببغداد. وأفاد مصدر أمني أن"ستة أشخاص قُتلوا وأُصيب 12 آخرون بينهم ثلاث نساء في انفجار عبوة تركها إرهابي داخل حافلة للنقل على الخطوط الداخلية في منطقة الكرادة". وأوضح أن"الحادث وقع قرب سوق"ارخيته"الشعبي، وأدى الى احتراق الحافلة بالكامل"، مشيراً الى أن"الانفجار وقع عند منتصف النهار". وفي وقت لاحق، انفجرت سيارة مفخخة في ساحة الرصافي وسط بغداد، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين. كما قُتل شخص وأُصيب ثلاثة آخرون في انفجار عبوة وسط العاصمة. من جهة أخرى، أدى سقوط قذيفة"هاون"على حي الأعظمية السني الى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين. وكانت مصادر أمنية أعلنت مقتل أربعة اشخاص واصابة عشرين آخرين نتيجة سقوط عدد من قذائف الهاون على الأعظمية شمال شرقي بغداد. وفي تكريت، قال مصدر في الشرطة إن"انتحارياً حاول قتل محافظ صلاح الدين حمود الشكطي فيما كان في كلية القانون في الجامعة لكنه أصاب أربعة من مرافقيه". وتابع أن"الشكطي يتابع دراسة الماجستير في القانون". وفي كركوك، قال النقيب في الشرطة عماد جاسم إن قوة عراقية - أميركية دهمت قضاء الدبس شمال غرب و"اعتقلت أمير تنظيم القاعدة قذافي نجم عب الله وشقيقه عمر وستة مطلوبين". وفي الموصل، أعلنت الشرطة أنها عثرت على ثلاث جثث في المدينة بينها اثنتان تعودان إلى طالبين. كما قتلت قذيفة"مورتر"مدنيين اثنين عندما سقطت على منطقة سكنية في المدينة ذاتها. وفي الديوانية، أفادت الشرطة أن مسلحين هاجموا دورية لها وقتلوا اثنين من أفرادها. وفي بعقوبة، ذكرت الشرطة أن مسلحين اقتحموا كلية التربية الرياضية في محافظة ديالى وقتلوا عميد الكلية ولهان حميد الربيعي. إلى ذلك، أعلن الجيش الأميركي أن قواته قتلت شخصاً"يسهل جلب الارهابيين الأجانب وايوائهم"، واحتجزت 29 مشتبهاً بهم في عمليات في أنحاء العراق. كما قتل أربعة مسلحين كانوا يزرعون عبوة على جانب الطريق في هجوم جوي شمال غربي بغداد ليل أول من أمس. وأعلن الجيش الاميركي أيضاً أن جندياً أميركياً توفي متأثراً بجروح أُصيب بها في هجوم الثلثاء الماضي في محافظة الأنبار. ومن جهة ثانية، أعلنت الحكومة العراقية أن التحقيقات ما زالت جارية في شأن"ارتباطات داخلية وخارجية"للجماعة الدينية المسلحة"جند السماء"، نظراً إلى قدراتها"غير الذاتية"التي بدت واضحة خلال معارك شرسة أوقعت أكثر من 200 قتيل وكشفت وجوداً محصناً لها شمال مدينة النجف. وقال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ إن"جند السماء جماعة عقائدية دينية مسلحة أرادت الهجوم على الروضة الحيدرية مقام الإمام علي في النجف ... العملية التي بدأت يوم 28 الشهر الماضي كان هدفها احباط الهجوم عشية ذكرى عاشوراء". ودارت اشتباكات بين قوات عراقية - أميركية والجماعة طوال يوم الاحد قبل أن تنتهي فجر الاثنين تخللها تدخل واسع ومتكرر للطيران الحربي التابع لقوات"التحالف"الذي أُسقطت مروحية له كان على متنها جنديان أميركيان. وكانت تصريحات المسؤولين العراقيين في بادئ الامر متباينة الى حد التضارب في بعض الاحيان، وخصوصاً حول شخصية قائد المجموعة ودوافعها وهويتها. وأضاف الناطق أن"التحقيق لا يزال جارياً في ارتباط هذه الجماعة داخلياً وخارجياً ... من الواضح أن قدراتها ليست ذاتية بل إن هناك تداخلاً بين أهدافها الدينية واالارهابية". وأكد الدباغ أن"هناك من 50 الى 60 منزلاً متوزعة على عشر مزارع أقاموا فيها سواتر عسكرية وخنادق تحيط بها لديهم أجهزة اتصالات ودراجات نارية لمراقبة الطريق. كما كان لديهم أكثر من 80 سيارة ويمتلكون اجهزة خفيفة ومتوسطة". وقال إن"صورة قائد الجماعة ضياء عبد الزهرة كاظم الكريماوي الملقب بأبي قمر تطابق الصورة الموجودة في غرفة القيادة ... هناك ملجأ تحت الأرض ومطحنة للحبوب، وعُثر على ورشة خياطة وكميات غذائية كبيرة". وأضاف أن الكريماوي كان يُطلق على نفسه لقب"قاضي السماء". كما كانت"هناك ساحة للتدريب وبطاقات خاصة لدخول المعسكر ... ومخازن ومطبعة صغيرة لطبع المنشورات ومولدات كهربائية في الموقع وعثر على سجل يضم اسماء افراد المجموعة ... التحقيق جار لمعرفة امتدادات ومصادر هذه المجموعة". وقال الناطق:"قُتل أكثر من 200 وجرح 200 في العملية ضد المنظمة الارهابية التي تحصنت في معسكر". لكنه أوضح أن"الخسائر تقدير حتى الآن ... والجرحى عددهم حوالي المئتين يعالجون في النجف ومناطق اخرى ... اعتُقل عدد كبير من الأبرياء بينهم نساء وأطفال سيُفرج عنهم". وكان ناطق باسم وزارة الدفاع أعلن الثلثاء الماضي أن الحصيلة النهائية للعملية التي استهدفت"جند السماء"بلغت 263 قتيلاً و500 وأسيرين بينهم 210 أُصيبوا. الا أن نائب محافظ النجف عبد السحين عبطان أعلن ظهر أمس أن"خسائرهم كانت كبيرة جداً، إذ اعتقل 736 بينهم 448 شاباً مقاتلاً و288 نساء وأطفالاً تابعين لهم، وقتل أكثر من 300 شخص وجرح حوالي 300 آخرين". وأوضح أن"تسمية العملية"يا لثارات الحسين"هو انتقام لأبناء النجف من أعدائهم ... أما بالنسبة الى قائدهم فهو من الحلة، وسافر الى الخارج مرات، وكان موجوداً في أفغانستان ونملك صوراً له مع قادة أفغان من تنظيم القاعدة. وتدرب في أفغانستان وأخوه وبناته بين المعتقلين، ومعهم عناصر بعثية ومصريين وسودانيين".