قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس، ان "حرباً باردة واحدة تكفي"، وذلك رداً على انتقادات وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى واشنطن، محذراً في الوقت ذاته من انعكاسات الفشل في العراق على دول حلف شمال الأطلسي. وجاءت تصريحات غيتس الذي كان مديراً لوكالة الاستخبارات الأميركية سي آي أي، رداً على الهجوم الشرس الذي شنه بوتين على الولاياتالمتحدة أمام المؤتمر الثالث والأربعين حول الأمن في ميونيخ. في المقابل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي ايفانوف حق بلاده في المشاركة في صياغة القرارات الدولية، مشيراً الى أن موسكو لن تقبل بقرار ضد رغبتها ولن تجبر في الوقت ذاته أي دولة على قبول رأي موسكو. وأضاف ايفانوف أمام مؤتمر ميونيخ أن موسكو لا تنوي تدمير وحدة حلف شمال الأطلسي، خصوصاً أنها تنازلت منذ فترة طويلة عن مكانتها كقوة عظمى عسكرية في وقت تضاعفت الموازنة العسكرية للولايات المتحدة عن زمن الحرب الباردة. ولجأ غيتس في رده على بوتين الى السخرية وحاول إعطاءه درساً في التاريخ بعد وصفه أميركا بأنها قوة خطرة تعمل على زعزعة استقرار العالم. وقال غيتس:"لدي مثل بوتين الذي كان المتحدث الثاني أمامكم أمس السبت أساسياً مهنياً مختلفاً تماماً، فقد عملت في الجاسوسية واعتقد ان الجواسيس القدامى يعانون من عادة التحدث بصراحة". لكن غيتس قال انه دخل"معسكراً لإعادة التأهيل"بصفة رئيس جامعة حيث تعلم من خلال تعامله مع الكليات الجامعية انه على المرء إما أن"يكون لطيفاً"أو"يرحل". العراق وفي المسالة العراقية، حذر غيتس من ان فشل الولاياتالمتحدة في العراق سيكون له عواقب على كل الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي. وقال:"اذا فشلت الولاياتالمتحدة وشركاؤها في العراق وعمت الفوضى هناك، فان كل عضو من أعضاء التحالف سيشعر بالعواقب". وأوضح ان"دخول العراق في الفوضى والفشل في تعزيز بروز دولة مستقرة تستطيع الدفاع عن نفسها وحكم نفسها، سيؤدي الى المزيد من النزاع في الشرق الأوسط وسيؤدي الى المزيد من الإرهاب الذي سيصيبنا جميعاً". وتطرق غيتس في كلمته الى سلفه دونالد رامسفيلد الذي أثار غضب القوى الأوروبية بتقسيمه دول حلف شمال الأطلسي بين دول أوروبا"القديمة"التي عارضت التدخل الأميركي في العراق، وأوروبا"الجديدة"التي أيدت ذلك التدخل. وقال:"على مدى السنوات حاول البعض تقسيم دول أوروبا والحلف في تصنيفات مختلفة:"العالم الحر"مقابل"دول ما وراء الستار الحديدي"، و"الشمال"مقابل"الجنوب"، و"الشرق"في مواجهة"الغرب". وأضاف"كل هذه التوصيفات أصبحت في الماضي". وأوضح غيتس"ان اكثر أسلحتنا فعالية في ذلك الوقت وفي الوقت الحالي، هو الإيمان المشترك بين أوروبا وأميركا الشمالية بالحرية السياسية والاقتصادية والتسامح الديني وحقوق الإنسان والحكومة التمثيلية وحكم القانون". وفي رده على بوتين، قال غيتس ان روسيا"شريك في المبادرات ... ولكننا نتساءل كذلك في شأن بعض السياسات الروسية التي تبدو انها تزعزع الاستقرار الدولي مثل نقل الأسلحة وميلها لاستخدام مواردها للطاقة في عمليات الإكراه السياسي". وقال ان روسيا"يجب ان لا تخشى من نشوء ديموقراطيات تستند الى القانون على حدودها". وأكد غيتس ان التطرف العنيف"القائم على الاغتراب الشديد عن أسس العالم المعاصر"يشكل تحدياً"لم يشهد له الغرب مثيلاً منذ أجيال". وقال:"نفذت اكثر من 18 منظمة إرهابية العديد منها مرتبط بتنظيم القاعدة العديد من الهجمات الدامية في أنحاء العالم". وأشار غيتس الى ان الصين تقف حالياً عند"مفترق طرق استراتيجي". وأوضح"نحن جميعاً نسعى الى إقامة علاقات بناءة مع الصين لكننا نتساءل كذلك عن الخيارات الاستراتيجية التي قد تتبناها الصين ... ونلاحظ بقلق الاختبار الذي أجرته أخيراً لسلاح مضاد للأقمار الاصطناعية".