رأى مسؤولون في الدفاع الاميركي وخبراء ان تزايد قوة الجيش الروسي، الذي يستفيد من ارتفاع العائدات النفطية، يثير مخاوف في الولاياتالمتحدة بشأن الاهداف التي تسعى اليها موسكو. ومن المؤشرات الى تراجع العلاقات الاميركية - الروسية، تهديد موسكو بالانسحاب من المعاهدات الكبرى الخاصة بالتسلح، وهو ما اكده الرئيس فلاديمير بوتين مجدداً الاسبوع الماضي، لدى استقباله وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس. واستأنفت روسيا العام الماضي، دوريات قاذفاتها الاستراتيجية لاختبار الدفاعات الجوية الغربية، كما استثمرت في الاسلحة الاستراتيجية الجديدة، مغتنمة ارتفاع اسعار المحروقات، وهي الدولة الاولى المصدّرة لها في العالم، من اجل اعادة بناء جيشها. وقال الجنرال الاميركي بانتز كرادوك القائد الاعلى لقوات منظمة حلف شمال الاطلسي في اوروبا متحدثاً الى صحافيين:"اننا نراقب كما نفعل على الدوام"، مضيفاً:"لا ارى في الوقت الحاضر ما يشكل خطراً"، في اشارة الى استئناف دوريات القاذفات الاستراتيجية الروسية. وعلى رغم ذلك، فإن القادة الاميركيين في اوروبا يحضون البنتاغون على اعادة النظر في خططه الخاصة بإعادة نشر فرقتيه الخاصتين في اوروبا. وقال الجنرال ديفيد ماكيرنان قائد الجيش الاميركي في اوروبا:"لا نعرف ما ستفضي اليه استعادة روسيا قوتها"، موصياً بإبقاء اربعة ألوية قتالية وقوات دعم يوازي عديدها الاجمالي اربعين الف جندي في اوروبا. وتجاهلت روسيا التصريحات الاميركية المطمئنة، وحذرت من انها"ستبطل"الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في حال نشرها في اوروبا الشرقية. كما هددت بالانسحاب من معاهدة القوات النووية المتوسطة، وهي معاهدة اساسية تعود الى حقبة الحرب الباردة، وكذلك من معاهدتي اسلحة اخريين. ووصف غيتس لدى عودته من موسكو موقف الكرملين بأنه"رد فعل مؤجل"على الاذلال الذي لحق به عند خسارة موقعه المسيطر كقوة عظمى في مطلع التسعينات. وقال للصحافيين:"اعتقد ان الرئيس بوتين يعود ويؤكد انه يجب اخذ روسيا في الحسبان". وما يقوله بوتين بنظره هو:"لقد عدنا، لدينا المال ونحن لاعبون اساسيون، ستحتاجون الينا لتسوية عدد من المشكلات واذا لم ترغبوا بدعمنا، فقد نعوق تسوية بعض المشكلات". ورأى غيتس ان موسكو لن تكون قادرة في مطلق الاحوال على إعداد قوات قتالية ضخمة قبل 10 او 15 سنة، نظراً الى وضعها الديموغرافي. ويبدو ان موسكو تركز نفقاتها على استعادة قدراتها الاستراتيجية اكثر منها على قواتها التقليدية. وقال ستيفن بيفر السفير الاميركي السابق لدى اوكرانيا والخبير في مراقبة الاسلحة:"انهم لا ينفقون سوى 30 الى 35 مليار دولار على الدفاع، وهو مبلغ يبدو كبيراً لكنه زهيد بالمقارنة مع نفقات البنتاغون". وقال ديفيد موشر المحلل في راند كوربوريشن:"لا اعتقد ان ما يتحدث عنه الروس حالياً ذو اهمية عسكرية كبيرة، لكنه قد يكتسب اهمية في المستقبل، وهنا المشكلة".