لم توصد إسرائيل الباب تماما في وجه حكومة الوحدة الفلسطينية التي اتفق في مكةالمكرمة على تشكيلها، ونأت بنفسها عن ان تكون الأولى التي تعلن رفضها التعامل مع حكومة كهذه، لتفادي بث الانطباع بأنها"دولة رفض"ترفض تلقائياً كل احتمال لاستئناف العملية السياسية مع الفلسطينيين، معوّلة في الآن ذاته على أن تقوم اللجنة الرباعية الدولية بمهمة الرفض من خلال تأكيد تمسكها بالشروط التي حددتها للتعاطي مع أي حكومة. وقال رئيس الحكومة ايهود اولمرت في جلسة الحكومة الأسبوعية أمس إن"إسرائيل لا ترفض ولا توافق على اتفاقات مكة... إننا ندرس تفاصيلها على أن نعلن موقفنا لاحقاً". وتابع ان إسرائيل تتوقع من أي حكومة فلسطينية التمسك بشروط الرباعية الدولية الثلاثة"بشكل واضح ومن دون التذاكي". وأضاف انه تحادث هاتفيا صباح أمس مع الرئيس فلاديمير بوتين قبل أن يغادر موسكو في طريقه إلى الشرق الأوسط، و"سعدت بأن أسمع أن روسيا تواصل التمسك بمبادئ الرباعية... فهذا هو موقف اسرائيل". وزاد ان المجتمع الدولي يدرس ما تم التوصل إليه في مكةالمكرمة وما قيل هناك والأساس الذي استند إليه"إعلان مكة والاتفاقات التي تم التوصل إليها، إن تم التوصل إليها أصلا". واشار إلى أنه ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني أجريا نهاية الأسبوع سلسلة اتصالات مع نظرائهما في العالم لاستبيان مواقفهم من"إعلان مكة". وقال اولمرت انه مع قرار الرئيس الفلسطيني إقامة حكومة وحدة"فلن يكون في وسعه بعد التنصل من المسؤولية عن مصير الجندي الاسرائيلي في القطاع غلعاد شاليت والعمل على إطلاقه". ومع ذلك، قال اولمرت انه لا يرى مبررا لإرجاء اللقاء مع عباس بحضور رايس. وقال وزير الشؤون الاستراتيجية اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان إن"إعلان مكة"يتطلب دراسة معمقة ومستفيضة من جانب إسرائيل"لأنه إعلان مبهم ومتذاكٍ وغير واضح". وأضاف للإذاعة الاسرائيلية انه رغم ان الإعلان لا يشمل الشروط الدولية الثلاثة لتنال حكومة فلسطينية الشرعية،"إلاّ أنه يحظر علينا أن نتصرف بعدم مسؤولية... علينا استغلال كل منصة دولية لتأكيد موقفنا العادل ومطلبنا بوجوب التزام الحكومة الجديدة الشروط الدولية". وكرر تهجمه على عباس"الذي أثبت لقاء مكة أنه ليس ذا شأن وانه لا يجدر تعزيز مكانته لأنه لا فائدة من تقوية الهواء... فصفر زائد صفر يساوي صفرا... عنواننا ليس عباس إنما الرباعية". وحذر زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو الحكومة من الوقوع في فخ"إعلان مكة"، وقال إن الحكومة التي سيتم تشكيلها هي حكومة"حماس"لا تعترف بإسرائيل"ويجب العمل على منع الاعتراف بها دوليا للحيلولة دون استئناف مدها بالمال". واضاف انه لو كان مكان اولمرت في رأس الحكومة لما التقى عباس في القمة المقررة الأسبوع المقبل. وأضاف ان اتفاق مكة يؤكد ان عباس هو من اقترب من"حماس"وليس العكس بقبوله شروطها.