سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كررت شروطها للتعامل مع حكومة وحدة فلسطينية ... واوساط تعتبر ان "حماس" ربحت وان عباس خرج مهزوماً . اسرائيل تتمهل وتنتظر تفاصيل الاتفاق وتخشى حدوث كوة في موقف "الرباعية"
ارتأت الحكومة الاسرائيلية إرجاء تعقيبها على "إعلان مكة" في شأن الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة فلسطينية "الى ما بعد قراءة تفاصيل الاتفاق بإمعان"، وإن كرر وزراء بارزون شروط التعامل مع الحكومة الجديدة الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود، والتخلي عن العنف، وقبول الفلسطينيين بالاتفاقات الموقعة مع اسرائيل. وأبدت محافل سياسية"قلقها"من احتمال أن يُحدث الاتفاق كوة في الموقف الموحد للجنة الرباعية الدولية الرافض التعامل مع حكومة فلسطينية لا تعلن قبولها الواضح ب"الشروط الثلاثة"، وأن تستأنف دول أوروبية دعمها المالي للسلطة الفلسطينية. ورأى معلقون بارزون في الشؤون الفلسطينية ان الاتفاق"حقق لحركة حماس ما تريد، فيما خرج رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مهزوما". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر في مكتب رئيس الحكومة ايهود اولمرت ان اسرائيل تدرس"بحذر ودقة متناهية"تفاصيل الاتفاق. وأضافت انه ينبغي متابعة رد الفعل الدولي"في موضوع حساس"كهذا وتجنب التعقيب الانفعالي، وهو ما أكده ايضا النائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريز الذي قال انه ينبغي على الحكومة والجهات الأمنية إجراء دراسة مستفيضة للاتفاق الفلسطيني لاتخاذ موقف واضح منه. ويُتوقع أن يعلن رئيس الحكومة موقف إسرائيل الرسمي في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية غداً. وقال وزير السياحة عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية يتسحاق هرتسوغ ان الاتفاق يستدعي التمحيص في تفاصيله"ويستوجب قراءته بمجهر للتيقن من عدم وجود تفاهمات أخرى". ورأى في تعيين سلام فياض وزيرا للمال أمرا ايجابيا"نظرا الى المكانة التي يحتلها في نظر الأميركيين والاوروبيين والاسرائيليين". وتوقع ان يتعامل المجتمع الدولي مع الاتفاق بشكل ايجابي، وقد يعتبر ما حصل"تطورا دراماتيكيا"، مضيفا أن هذا التطور قد يكون موقتا"فالأوضاع في الأراضي الفلسطينية لا تزال على شفا الانفجار". من جانبه، دعا الوزير المتطرف افيغدور ليبرمان الى تشكيل حكومة وحدة وطنية في إسرائيل ردا على تشكيل الفلسطينيين حكومة كهذه"لتكون جاهزة لمواجهة أي تطور في المجالين السياسي والأمني". وأضاف انه يخشى أن تحظى الحكومة الفلسطينية الجديدة باعتراف دولي من دون ان تتخلى"حماس"عن برنامجها. وزاد انه يخشى أيضا أن توجه"فتح"و"حماس"السلاح الذي في حوزتهما الى إسرائيل. وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية تساحي هنغبي للإذاعة العبرية إن الرئيس الفلسطيني هو الخاسر في هذا الاتفاق بعد أن تنازل عن مطالبه من"حماس"التي حصلت على كل ما أرادت"بفعل تمسكها المتشدد بمواقفها، فيما فشل عباس فشلا ذريعاً ومنح حماس انتصارا مهما للغاية". وتابع ان معنى الاتفاق هو ان العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين لا تراوح مكانها فحسب إنما عادت الى الوراء. وخفف من قلق أوساط إسرائيلية من حصول تغيير في الموقف الدولي من"حماس"، وقال إن الولاياتالمتحدة هي صاحبة القول الفصل في الرباعية الدولية، و"واضح لنا من أقوال وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس انها ترفض الحفلة التنكرية لدى الفلسطينيين وتصر على تطبيق شروط الرباعية كاملة". وأبرزت"يديعوت أحرونوت"، كبرى الصحف الإسرائيلية، في عنوانها الرئيس أمس"قلق إسرائيل من استئناف اوروبا دعمها السلطة الفلسطينية". ونقلت عن أوساط في الاتحاد الاوروبي توقعاتها أن يعلن وزراء خارجية دول الاتحاد في اجتماعهم الأسبوع المقبل استئناف الدعم المالي للسلطة في المستقبل القريب. وأضافت ان مسؤولين إسرائيليين باشروا اتصالاتهم بنظرائهم في الولاياتالمتحدة واوروبا للتيقن من أن المجتمع الدولي لن يمارس ضغوطاً على إسرائيل للتحاور مح الحكومة الفلسطينية الجديدة التي لا تلتزم شروط الرباعية. كما نقلت الصحيفة عن مصادر اسرائيلية خشيتها من أن"يكبّل"الاتفاق الجديد الرئيس الفلسطيني فيتراجع عن مطالبه من"حماس".