تؤشر زيادة وتيرة العمليات الانتحارية التي تستهدف زعماء العشائر العراقية ومجالس الصحوة الى أن تنظيم "القاعدة" مستمر في تنفيذ تهديدات زعيمه "أبو عمر البغدادي" الذي أعلن، قبل أيام تشكيل" كتائب الصديق"للانتقام من"المرتدين"السنة الذين شكلوا، بالتعاون مع الأميركيين والحكومة، ميليشيات مسلحة وثاروا على التنظيم وطردوه من معظم مناطقهم. ولقي أكثر من 26 شخصا مصرعهم أمس وأصيب العشرات في تفجيرين انتحاريين، احدهما نفذته امرأة، استهدفا"مجالس الصحوة"في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد. على صعيد آخر، تصاعد التوتر بين أكبر حزبين شيعيين. واتهم التيار الصدري زعيم"المجلس الاسلامي الأعلى"عبدالعزيز الحكيم الذي التقى مسؤولين أميركيين في واشنطن ب"الرضوخ للطغيان ومصادرة تاريخ المرجعية الشيعية". وأعلن الرائد في الشرطة ابراهيم حسن ان"سيارة مفخخة انفجرت قرب مقر مجلس للصحوة في قرية المنصورية قرب بلدة المقدادية 100 كلم شمال شرقي بغداد ما أدى الى مقتل عشرة اشخاص على الأقل واصابة آخرين". وهذا الانفجار الثاني الذي استهدف المقدادية بعدما فجرت انتحارية نفسها أمام مقر لأحد"مجالس الصحوة"في البلدة ما أسفر عن مقتل 16 شخصا واصابة 27 آخرين. وأوضح المقدم نجم الصميدعي في ديالى ان"الانتحارية فجرت نفسها قرب مقر للجان الشعبية مجالس الصحوة في حي المعلمين وسط المقدادية ما أسفر عن مقتل 16 شخصا واصابة 27 آخرين بجروح". وأضاف ان"القتلى 11 من عناصر الصحوة وخمسة مدنيين، والجرحى 17 من الصحوة وعشرة مدنيين". وتضم"مجالس الصحوة"أبناء العشائر السنية التي تحارب المتشددين الاسلاميين الذين يدورون في فلك تنظيم"القاعدة"، بدعم من الجيش الاميركي. وقد حققت هذه المجالس نجاحاً في بعض المناطق خصوصاً في محافظة الانبار. الى ذلك أعلنت مصادر أمنية وأخرى طبية مقتل ستة اشخاص بينهم احدى الشخصيات البارزة في مجلس للصحوة، وهو زعيم احدى عشائر شمر، في هجوم مساء الخميس غرب الموصل شمال. وقال العميد محمد الوكاع في الموصل ان"مسلحين مجهولين هاجموا موكب الشيخ جبار خلف الجربا ما أدى الى مقتله وخمسة من حراسه واصابة اثنين آخرين". والجربا أحد زعماء عشائر شمر وعضو بارز في"مجالس الصحوة". وكانت مجموعة"سايت"المتخصصة بالمنظمات الاصولية بثت على شبكة الانترنت الخاصة بها الاسبوع الحالي رسالة جديدة صوتية لزعيم القاعدة في العراق يحذر فيها من هجمات جديدة معلنا في الوقت ذاته تشكيل كتائب جديدة. وأكد ابو عمر البغدادي"خليفة دولة العراق الاسلامية"تشكيل"كتائب الصديق"لمحاربة"المرتدين والخونة". ونقل الموقع عن البغدادي قوله ان"هجوماً كبيراً"سينتهي في 29 كانون الثاني يناير 2008"لقتل المرتدين وأعضاء مجالس الصحوة". وكانت انتحارية فجرت حزاماً ناسفاً في دورية اميركية واصابت سبعة جنود وخمسة مدنيين عراقيين في 27 تشرين الثاني نوفمبر في بعقوبة، فيما أدى تفجير طفل لنفسه وسط اجتماع لشيوخ عشيرة العبيد في الخالص الى قتل أربعة شيوخ منتصف الشهر الماضي. من جهة أخرى، وصف ممثل التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر أمس زيارة الحكيم لواشنطن بأنها"رضوخ للطغيان"و"مصادرة لتاريخ"المرجعية الشيعية. وقال الشيخ صلاح العبيدي، مخاطباً آلاف المصلين في مسجد الكوفة ان"اميركا تمثل الجبروت والطغيان في العالم ... فمن يذهب اليها لا ينفي ما يرافقه من رضوخ للطغيان". وأضاف:"لا يليق ان يصدر هذا الشيء من شخص عبدالعزيز الحكيم وهو ابن الاسرة العلمية العريقة". وتابع ان الزيارة"مصادرة لمواقف الحوزة العلمية ضد الطغيان". كما انتقد العبيدي توقيع رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس جورج بوش خطة غير ملزمة للعلاقات الاميركية - العراقية تمهيداً لمحادثات رسمية العام المقبل حول مسائل، من بينها بقاء القوات الاميركية في العراق.